تويت
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك من الناس من يغتر بمتاع الدنيا الزائف فيجدّ في طلبه ويعرض عن النافع الذي يسره الله له، وإن من هذه صفته ليشتري ما عند الخلق ويدير ظهره للخير الذي يسره الله لمن يحبه، ولكن هناك من يرجع في اللحظة التي يرى فيها نور الله يسطع أمامه ـ وهو ساطع دوماً ـ ولكن على أبصارنا غشاوة.
ومن الأمثلة التي يمكن إيرادها قصة يوسف عليه السلام عندما تهيأت له أسباب الحرام ولكن في لحظة الصفر ألهمه الله ما جعله يعود إليه.
وإن من العلماء من قد يمر بموقف مشابه، فتراه يلمّح في بعض كتبه إلى حكاية يوردها لتتفكر وتكون ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وها هو ابن حجة الحموي في كتابه (ثمرات الأوراق) يصدّر كتابه بهذه الحكاية التي نقلها عن كتاب (درة الغواص في أوهام الخواص) للحريري اللغوي النحوي.
فقد روى أبو العباس المبرد أن بعض أهل الذمة طلب من أبي عثمان المازني أن يقرئه كتاب (سيبويه) مقابل مائة دينار، وكان المازني فقيراً وفي أشد الاحتياج للمال، ولكنه رفض قائلاً للمبرد إن الكتاب يحتوي على العديد من الآيات فضلاً عن الأحاديث، وهو يغار على كتاب الله من أجل ذلك.
ومرت على هذه الواقعة أيام إلى أن حدث في قصر الخليفة العباسي الواثق ما لم يكن في الحسبان، فقد غنت إحدى الجواري بيت الشاعر العرجي:
أظلوم إن مصابكم رجلاً أهدى السلام تحية ظلم
فاختلف الحاضرون في سبب نصب كلمة (رجلاً)وحاولوا أن يجعلوا الجارية تنطقه بالرفع لكنها أبت لأنها سمعت البيت من المازني.
فطلب الخليفة إحضار المازني وسأله عن قبيلته فأخبره أنه من مازن ربيعة وهؤلاء كانوا يقلبون الميم باء والباء ميماً، فسأله عن اسمه قائلاً:باسمك؟ ولكن المازني فطن وأجاب بغير لغة قومه قائلاً:بكر، وذلك كي يبعد عن نفسه صفة المكر، ثم سأله عن البيت الذي حصل فيه الاختلاف، فأجاب عن ذلك بأن كلمة (رجلاً)منصوبة لا محالة وذكر له علة ذلك.عندها أمر الخليفة بألف دينار مكافأة له، ولما عاد المازني إلى البصرة قال للمبرد:أرأيت كيف رفضت مائة لوجه الله فعوضني الله ألفاً!
وهكذا فقد اختار ابن حجة هذا الخبر وصدّر به كتابه ليعلمنا أهمية تقوى الله في الأمور كلها، وأن على الإنسان أن يبتغي دائماً وجه الله ومرضاته.
هناك من الناس من يغتر بمتاع الدنيا الزائف فيجدّ في طلبه ويعرض عن النافع الذي يسره الله له، وإن من هذه صفته ليشتري ما عند الخلق ويدير ظهره للخير الذي يسره الله لمن يحبه، ولكن هناك من يرجع في اللحظة التي يرى فيها نور الله يسطع أمامه ـ وهو ساطع دوماً ـ ولكن على أبصارنا غشاوة.
ومن الأمثلة التي يمكن إيرادها قصة يوسف عليه السلام عندما تهيأت له أسباب الحرام ولكن في لحظة الصفر ألهمه الله ما جعله يعود إليه.
وإن من العلماء من قد يمر بموقف مشابه، فتراه يلمّح في بعض كتبه إلى حكاية يوردها لتتفكر وتكون ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وها هو ابن حجة الحموي في كتابه (ثمرات الأوراق) يصدّر كتابه بهذه الحكاية التي نقلها عن كتاب (درة الغواص في أوهام الخواص) للحريري اللغوي النحوي.
فقد روى أبو العباس المبرد أن بعض أهل الذمة طلب من أبي عثمان المازني أن يقرئه كتاب (سيبويه) مقابل مائة دينار، وكان المازني فقيراً وفي أشد الاحتياج للمال، ولكنه رفض قائلاً للمبرد إن الكتاب يحتوي على العديد من الآيات فضلاً عن الأحاديث، وهو يغار على كتاب الله من أجل ذلك.
ومرت على هذه الواقعة أيام إلى أن حدث في قصر الخليفة العباسي الواثق ما لم يكن في الحسبان، فقد غنت إحدى الجواري بيت الشاعر العرجي:
أظلوم إن مصابكم رجلاً أهدى السلام تحية ظلم
فاختلف الحاضرون في سبب نصب كلمة (رجلاً)وحاولوا أن يجعلوا الجارية تنطقه بالرفع لكنها أبت لأنها سمعت البيت من المازني.
فطلب الخليفة إحضار المازني وسأله عن قبيلته فأخبره أنه من مازن ربيعة وهؤلاء كانوا يقلبون الميم باء والباء ميماً، فسأله عن اسمه قائلاً:باسمك؟ ولكن المازني فطن وأجاب بغير لغة قومه قائلاً:بكر، وذلك كي يبعد عن نفسه صفة المكر، ثم سأله عن البيت الذي حصل فيه الاختلاف، فأجاب عن ذلك بأن كلمة (رجلاً)منصوبة لا محالة وذكر له علة ذلك.عندها أمر الخليفة بألف دينار مكافأة له، ولما عاد المازني إلى البصرة قال للمبرد:أرأيت كيف رفضت مائة لوجه الله فعوضني الله ألفاً!
وهكذا فقد اختار ابن حجة هذا الخبر وصدّر به كتابه ليعلمنا أهمية تقوى الله في الأمور كلها، وأن على الإنسان أن يبتغي دائماً وجه الله ومرضاته.
تعليق