اكتب لكم هذه القصة الحقيقية التى حدثت لأحد الأخوان واتمنى ان تكون عظة وعبر لكل الشباب
لقد قرأت كثيرا فى الانترنت عن ضحايا الشات والدردشة والبال توك وعن الذئاب البشرية وكل هذه القصص كانت للفتيات ولكننى لم اتخيل ان اكتب فى يوم من الايام قصة يدور فيها الشر فى الانترنت ، وفى هذه القصة انقلب فيها الدور فقد تحول فيها الذئب الى حمل وديع ولأول مرة ينتصر الحمل على الذئب وتعالوا معى لمطالعة هذه القصة مع الشات ويقول هذا الشخص
(1)
انا شاب ابلغ من العمر الخامسة والثلاثين شاب ملتزم على خلق ودين اخاف الله ورسوله احافظ على صلواتى الخمس فى المسجد حريص على الطاعات والاعمال الصالحة اتحلى بكل ما هو جميل من الاخلاق الاسلامية ولا استمع للغناء سواء كان فى الانترنت او حتى فى الفضائيات التى ابتعد فيها عن قنوات الفسق والمجون ولا اشاهد الافلام والمسلسلات وحريص جدا على متابعة البرامج الهادفة فى قناة أقرا وقناة المجد
ورغم بلوغى الخامسة والثلاثين من العمر الا اننى لم اتزوج لارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور التى ادت الى عزوف الكتير من شبابنا عن الزواج
فى العام الماضى توفقت بحمد الله وفضله فى التعاقد للعمل بشركة فى احدى الدول وبعد عام من عملى بهذه الشركة وفى احد الايام كنت اتصفح الانترنت ويشهد الله اننى كنت دائما اتصفح المواقع الاسلامية والثقافية والاخبارية وكنت ابتعد عن اى شئ يثير الشهوة او يفتننى فى دينى ، الا انه وبالصدفة تعرفت على موقع الزواج عن طريق الانترنت من خلال رسالة اعلانية ظهرت لى اثناء تصفحى لبريدى الالكترونى فى الهوتيمل وضغطت عل الرسالة ودخلت لموقع الزواج وراودتنى فكرة الاشتراك فى الموقع والبحث عن زوجة عن طريق الانترنت وبالفعل اشتركت فى الموقع ولقد كنت صادقا وجادى جدا فى مقصدى لم ادخل لاتسلى او العب بمشاعر فتاة وكنت اعلم بأن الله رقيب على فى كل تصرفاتى وافعالى واقوالى وكنت دوما اقول بأن ايمانى قوى ولن يغلبنى الشيطان واننى فقط اريد زوجة صالحة وسوف اكون حذرا فى التعامل مع الفتيات هذا ما زينه الشيطان لى مع العلم بأننى طول عمرى لم اعرف طريقا للشات ولم التقى بفتاة عبر المسنجر الا بعد اشتراكى فى موقع الزواج ولقد كنت استخدم المسنجر فقط مع اسرتى ومع زملاء الدراسة من الذكور
بعد اشتراكى بشهر فى موقع الزواج قادتنى الاقدار الى التعرف على فتاة من احدى الدول العربية لا تقيم فى نفس البلد الذى اقيم فيه ، وللامانة والحق فهى كانت فتاة محترمة طيبة القلب من اسرة محافظة فى الثالثة والعشرين من عمرها وبدأت فى مراسلتها ثم التقينا فى المسنجر ومن هنا بدأ الشيطان رحلته معى ودخل فى الخط ليكون ثالثا لنا خصوصا بعد ان تبادلنا الصور وكنت فى بداية لقائى معها فى المسنجر كنت منضبطا وكنت حريص على ان ينحصر لقاءنا على التعارف الجاد ببعض وتوضيح الهدف وما اريده فى حياتى ومواصفات الزوجة المطلوبة وبصراحة او كذلك زين لنا الشيطان لقد وجدنا انسجام وتفاهم واتفاق تام بيننا ولقد أعجبتني صفاتها واحترامها والتزامها واتفقنا على الزواج ولكن نظرا لأنها تقيم فى بلد اخر فان ذلك معناه مزيد من التكاليف ، ولكن قد ساعدتنى هذه الفتاة فى التنازل عن بعض الامور التى قللت من التكاليف وسهلت لنا امر الزواج وبالفعل حددنا موعدا لكى احضر انا واسرتى لبلدها حتى اتزوجها وكنا قد حددنا الموعد فى نوفمبر القادم ان شاء الله
(2)
فى هذه الفترة وحتى يحين موعد الزواج توطدت العلاقة وتعمقت اكثر فأكثر بأعتبار اننا بعد شهرين سنتزوج ونحتاج الى التقرب من بعض اكتر هكذا زين الشيطان لنا الامر ، وتوالت لقاءتنا عبر المسنجر والهاتف ولكن هيهات هيهات الشيطان كان بالمرصاد وشيئا فشيئا بدأ يجرنا الى طريق المعاصى والذنوب وفى فترة وجيزة تحول اللقاء المتزن المحترم وتعدى كل الحدود ليصل الى كل كلمات الحب والغزل والغرام وكنا نقضى الساعات الطوال فى المسنجر فى الغزل وتبادل كلمات الحب والغرام ولم نكتفى بذلك بل فى منتصف الليل وقت القيام كنت بدل اناجى ربى واستغفره كنت اتصل على هذه الفتاة واقضى معها الساعات الطوال عبر الهاتف ونتبادل العشق والهيام ، والادهى والامر والمؤلم جدا اننى كنت انفق ثلث راتبى فى محادثة هذه الفتاة لانها كانت من بلد اخرى غير البلد الذى اقيم فيه وكانت المكالمات كلها عالمية ، ولا ادرى اين ذهب عقلى وانا الذى تغربت عن بلدى وأهلى لتحسين الوضع المادى لى ولاسرتى كيف فعلت هذا والله لا ادرى انها غفلة شديدة جدا لدرجة اننى اصبحت لا اتصل على اسرتى الا كل اسبوعين بينما احادث هذه الفتاة يوميا .... والغريب فى الامر اننى كنت مستغرب جدا لما يحدث لى وكيف انا افعل ذلك واين عقلى وكيف ساتزوج هذه الفتاة وانا انفق ثلث راتبى فى مكالمتها ونحن احوج لهذه التكاليف لتغطية مصاريف الزواج ، سبحان الله لا ادرى اين غاب عقلى ورغم ذلك الا انه كان فى دواخل قلبى بقايا من الخير وذلك اننى كنت يوميا اعاتب نفسى ليلا قبل النوم واحاسبها والومها على ماهى عليه من ضلال وغفلة وينتهى العتاب بأن اقول سوف احاول حسم الامر ولن اعود لذلك واننى سوف احاول ان اكون متزنا فى تعاملى مع هذه الفتاة ولن اغازلها مرة اخرى وسوف اترك الغزل حتى الزواج وينبغى ان نركز على المناقشة فى امور حياتنا المستقبلية هكذا كان عتابى لنفسى يوميا ، ولكن مجرد ان يطل الصباح يزين لى الشيطان الامر واعود من جديد للشات وللمكالمات حتى صرت مدمن على هذه الفتاة وعشقتها لدرجة الجنون وتعلقت به بدرجة كبيرة جدا لم اكن اتخيلها حتى ان حياتى صارت مستحيلة بدونها وصرت احزن لما تغيب عنى واذا تخاصمنا كنت اصل لدرجة البكاء لاجلها وصرت ضعيفا جدا وصرت اغار عليها من كل شئ ولاتفه الاسباب وحتى اذا لم ترد على فى المسنجر بسرعة اتهمها بانها تتكلم مع حد تانى وهكذا اصبحت اسيرا للشيطان وعشت فى غفلة شديدة جدا جدا حتى بدأت اؤخر بعض الصلوات بعد ان كنت مداوم على الصلاة فى المسجد صرت اؤخر الصلاة من وقتها وذلك بسبب عدم الطهارة لاننى كنت رجل مذاء ، وحتى بعض الصلوات كنت اصليها سريعا ودون خشوع وحضور قلبى لان قلبى كان معلقا بهذه الفتاة وكنت ما ان انتهى من الصلاة حتى اعود مسرعا لجهاز الكمبيوتر لمحادثة هذه الفتاة التى ملكت كل حياتى
قال الله تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }
وهذا ما انطبق على تماما وأسأل الله ان يغفر لى ذنبى وأسرافى فى امرى وان يأخذ بيدى من الظلمات الى النور ومن الضلال الى الهدى انه ولى ذلك والقادر عليه
(3)
استمرت علاقتى بهذه الفتاة خمس اشهر وكنت صادق معها ومصمم على الزواج منها لاننى عشقتها واحببتها بجنون ولا استطيع ان اعيش بدونها وبالفعل اتصلت بشقيقها وصارحته بالامر وبرغبتى فى الزواج من اخته على سنة الله ورسوله والحمد لله رحب شقيقها بالامر وكان هذا فال خير بالنسبة لى وازداد تعلقى بالفتاة حتى جاءت الصدمة والفاجعة عندما رفضنى اهلها بسبب اننى غريب عن بلدها واننى اسمر اللون لا اناسب فتاتهم البيضاء الجميلة وكانت صدمة كبيرة لى ولها ولكن لم يكن بوسعنا شئ نفعله ولقد قررنا ان نفترق ولقد حزنت عليها حزنا شديدا لم احزنه قط فى حياتى ولم اصدق كل ما انا كنت فيه وكأننى كنت فى حلم ولكننى حمدت الله وقلت علها تكون نتيجة الاستخارة والخير فيما اختاره الله وهذه كلام ايمانى جميل جدا ، ولكن الشيطان لم يتركنى لحالى وبدأ من جديد يوسوس لى كيف تتركها وقد احببتها كيف تتركها وهى تحبك ، لا تياس اجتهد ودافع عن حبك ولا تستسلم بهذه السهولة الحب الذى جمعكما اقوى واكبر من ان ينهار مع اول عاصفة هكذا كنت يوميا فى صراع بين وساوس الشيطان وبين قلبى الذى يرغب فى العودة الى ربه وان يعيش فى رحاب الايمان ويؤمن بأن الخير فيما اختاره الله له، ولكن الشيطان مرة اخرى انتصر على ولم يمر سوى ثلاثة ايام الا ووجدت نفسى اتصل عليها ليلا وتحادثت معها طويلا ووجدتها مثلى حزينة كئيبة ومرة اخرى قررنا العودة والاستمرار مع بعض لان كل منا يدرك بأنه لم يعد يستطيع ان يعيش بدون الاخر واستمرينا مع بعض على امل ان تقنع هى اسرتها
وشاءت ارادة الله مرة اخرى ان يحدث خلاف كبير بينى وبينها وذلك بسبب عدم التزام الفتاة بالتخلى عن الشات وغرف الدردشة رغم انها تقول انها تتسلى ولكننى لم ارضى هذا الامر مطلقا ورغم تحذيراتى لها من ذلك لم تلتزم هى ولكننى بصراحة تضايقت من الامر وحاولت ان امنعها بأى طريقة ولم افكر مطلقا فى التخلى عنها لاننى كنت اعلم انها ايضا ضحية للشيطان فاحببت ان اتم امر زواجى منها وان نعيش تحت طاعة الله ورسوله ، ولكننى اعترف بأننى لم احسن التصرف معها فكان مفترض ان اهديها باسلوب احسن وافضل ولكنى ارتكبت حماقة كبرى وجرحتها واهنتها بكلمة كانت قاصمة الظهر تركتنى هى لاجل هذه الكلمة ورفضت رفضا باتا العودة والزواج منى لانها لا تأمن لحياتها معى بهذا التصرف ، وعم الحزن كل حياتى واصبحت وحيدا اقاسى واصارع الاحزان ووصلت لدرجة سيئة جدا جدا فضلت فيها الموت على ان اعيش اتعذب بحب هذه الفتاة ، ولقد حاولت ان اطيب خاطرها وارضيها وحاولت كتيرا واعتذرت عن حماقتى معها ولكن دون جدوى ولم ادرى ماذا افعل فقد باءت كل محاولاتى بالفشل ولم يشفع لى حبها لى او الايام الحلوة الجميلة التى جمعتنا ببعض وانهار الحلم الوردى ، وعندما تذكرت ما حدث للمسلمين فى غزوة احد عندما عصى الرماة امر الرسول (ص) وحدثت الهزيمة وعندما قرأت قول الله تعالى :{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } عرفت انا هذا لم يكن الا عقاب ربانى لما ارتكبته من ذنوب ومعاصى وابتعاد عن طريق الحق والهدى ، وهكذا تكون العواقب وهكذا تكون العقوبات لمن خالف الله عز وجل ولمن اسرف فى المعاصى والذنوب وهذه هى نتيجة العشق والتعلق المر ، إنه حصاد ما غرسته بيدى
(4)
بعد اصرار الفتاة على رايها لم يكن بوسعى شئ افعله سوى ان اجرجر احزانى ودموعى وآلامى وقررت ان اتوب واستغفر وان ارجع الى الله بعد ان ضللت الطريق والحمد لله الذى لم يقبض روحى وانا غارق فى تلك المعاصى والذنوب والذى امهلنى حتى اتوب وارجع اليه تائبا خاضعا ذليلا معترفا بذنبى وطامعا فى كريم عفوه ومغفرته ورحمته التى وسعت كل شئ
وعسى ان تكرهوا شيئا هو خير لكم ، اقول الحمد الله حمدا كثيرا ان الخلاف الذى حدث بينى وبين هذه الفتاة ورغم انهيار حلمى معها ورغم مرارة الفراق وآلامه الا انه كان السبب فى انه ايقظنى من هذه الغفلة التى كنت اعيشها ولقد قررت التوبة الصادقة النصوحة الى الله واخلاص النية له واول شئ بدأت به ان ازلت المسنجر من جهاز الكمبيوتر واوقفت الشات نهائيا وصرفت النظر عن البحث عن زوجة بهذه الطريقة التى تقود الى ارتكاب المعاصى والذنوب وتقود الى التهلكة والبعد عن الله
والحمد لله اننى الان سعيد جدا اننى عدت الى الله ولاول مرة ومنذ خمس شهور احس بحلاوة الايمان داخل قلبى بعد ان رانت عليه غشاوة من جراء الذنوب والمعاصى التى ارتكبتها مع تلك الفتاة واحمد الله ايضا ان هذه الفتاة كانت تقيم فى بلد اخر ولو كانت معى فى نفس البلد لا ادرى الى اين كان سيقودنا الشيطان
واخيرا هذه هى تجرتبى مع النت وانصح لمن تاهوا وضلوا فى متاهات الانترنت انصحهم بالعزم على الابتعاد عن الشات والاتعاظ من القصص التى تكتب فيه من ضحايا الشات كما انه والله العظيم مفسدة للاخلاق وضياع للوقت فى ما لا يفيد وينزع الحياء وهو طريق الشيطان المكلل بالذنوب والمعاصى ، وعلى كل من له وقت فراغ عليه ان يشغل فراغه بما يفيد وبما يرضى الله ورسوله والانترنت ملئ بالمواقع الاسلامية المفيدة التى تزكى النفس وتأخذ بها الى الطريق المستقيم فهنالك موقع اذاعة طريق الاسلام به العديد من المواد المقروءة والمسموعة لمختلف العلماء .
لقد قرأت كثيرا فى الانترنت عن ضحايا الشات والدردشة والبال توك وعن الذئاب البشرية وكل هذه القصص كانت للفتيات ولكننى لم اتخيل ان اكتب فى يوم من الايام قصة يدور فيها الشر فى الانترنت ، وفى هذه القصة انقلب فيها الدور فقد تحول فيها الذئب الى حمل وديع ولأول مرة ينتصر الحمل على الذئب وتعالوا معى لمطالعة هذه القصة مع الشات ويقول هذا الشخص
(1)
انا شاب ابلغ من العمر الخامسة والثلاثين شاب ملتزم على خلق ودين اخاف الله ورسوله احافظ على صلواتى الخمس فى المسجد حريص على الطاعات والاعمال الصالحة اتحلى بكل ما هو جميل من الاخلاق الاسلامية ولا استمع للغناء سواء كان فى الانترنت او حتى فى الفضائيات التى ابتعد فيها عن قنوات الفسق والمجون ولا اشاهد الافلام والمسلسلات وحريص جدا على متابعة البرامج الهادفة فى قناة أقرا وقناة المجد
ورغم بلوغى الخامسة والثلاثين من العمر الا اننى لم اتزوج لارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور التى ادت الى عزوف الكتير من شبابنا عن الزواج
فى العام الماضى توفقت بحمد الله وفضله فى التعاقد للعمل بشركة فى احدى الدول وبعد عام من عملى بهذه الشركة وفى احد الايام كنت اتصفح الانترنت ويشهد الله اننى كنت دائما اتصفح المواقع الاسلامية والثقافية والاخبارية وكنت ابتعد عن اى شئ يثير الشهوة او يفتننى فى دينى ، الا انه وبالصدفة تعرفت على موقع الزواج عن طريق الانترنت من خلال رسالة اعلانية ظهرت لى اثناء تصفحى لبريدى الالكترونى فى الهوتيمل وضغطت عل الرسالة ودخلت لموقع الزواج وراودتنى فكرة الاشتراك فى الموقع والبحث عن زوجة عن طريق الانترنت وبالفعل اشتركت فى الموقع ولقد كنت صادقا وجادى جدا فى مقصدى لم ادخل لاتسلى او العب بمشاعر فتاة وكنت اعلم بأن الله رقيب على فى كل تصرفاتى وافعالى واقوالى وكنت دوما اقول بأن ايمانى قوى ولن يغلبنى الشيطان واننى فقط اريد زوجة صالحة وسوف اكون حذرا فى التعامل مع الفتيات هذا ما زينه الشيطان لى مع العلم بأننى طول عمرى لم اعرف طريقا للشات ولم التقى بفتاة عبر المسنجر الا بعد اشتراكى فى موقع الزواج ولقد كنت استخدم المسنجر فقط مع اسرتى ومع زملاء الدراسة من الذكور
بعد اشتراكى بشهر فى موقع الزواج قادتنى الاقدار الى التعرف على فتاة من احدى الدول العربية لا تقيم فى نفس البلد الذى اقيم فيه ، وللامانة والحق فهى كانت فتاة محترمة طيبة القلب من اسرة محافظة فى الثالثة والعشرين من عمرها وبدأت فى مراسلتها ثم التقينا فى المسنجر ومن هنا بدأ الشيطان رحلته معى ودخل فى الخط ليكون ثالثا لنا خصوصا بعد ان تبادلنا الصور وكنت فى بداية لقائى معها فى المسنجر كنت منضبطا وكنت حريص على ان ينحصر لقاءنا على التعارف الجاد ببعض وتوضيح الهدف وما اريده فى حياتى ومواصفات الزوجة المطلوبة وبصراحة او كذلك زين لنا الشيطان لقد وجدنا انسجام وتفاهم واتفاق تام بيننا ولقد أعجبتني صفاتها واحترامها والتزامها واتفقنا على الزواج ولكن نظرا لأنها تقيم فى بلد اخر فان ذلك معناه مزيد من التكاليف ، ولكن قد ساعدتنى هذه الفتاة فى التنازل عن بعض الامور التى قللت من التكاليف وسهلت لنا امر الزواج وبالفعل حددنا موعدا لكى احضر انا واسرتى لبلدها حتى اتزوجها وكنا قد حددنا الموعد فى نوفمبر القادم ان شاء الله
(2)
فى هذه الفترة وحتى يحين موعد الزواج توطدت العلاقة وتعمقت اكثر فأكثر بأعتبار اننا بعد شهرين سنتزوج ونحتاج الى التقرب من بعض اكتر هكذا زين الشيطان لنا الامر ، وتوالت لقاءتنا عبر المسنجر والهاتف ولكن هيهات هيهات الشيطان كان بالمرصاد وشيئا فشيئا بدأ يجرنا الى طريق المعاصى والذنوب وفى فترة وجيزة تحول اللقاء المتزن المحترم وتعدى كل الحدود ليصل الى كل كلمات الحب والغزل والغرام وكنا نقضى الساعات الطوال فى المسنجر فى الغزل وتبادل كلمات الحب والغرام ولم نكتفى بذلك بل فى منتصف الليل وقت القيام كنت بدل اناجى ربى واستغفره كنت اتصل على هذه الفتاة واقضى معها الساعات الطوال عبر الهاتف ونتبادل العشق والهيام ، والادهى والامر والمؤلم جدا اننى كنت انفق ثلث راتبى فى محادثة هذه الفتاة لانها كانت من بلد اخرى غير البلد الذى اقيم فيه وكانت المكالمات كلها عالمية ، ولا ادرى اين ذهب عقلى وانا الذى تغربت عن بلدى وأهلى لتحسين الوضع المادى لى ولاسرتى كيف فعلت هذا والله لا ادرى انها غفلة شديدة جدا لدرجة اننى اصبحت لا اتصل على اسرتى الا كل اسبوعين بينما احادث هذه الفتاة يوميا .... والغريب فى الامر اننى كنت مستغرب جدا لما يحدث لى وكيف انا افعل ذلك واين عقلى وكيف ساتزوج هذه الفتاة وانا انفق ثلث راتبى فى مكالمتها ونحن احوج لهذه التكاليف لتغطية مصاريف الزواج ، سبحان الله لا ادرى اين غاب عقلى ورغم ذلك الا انه كان فى دواخل قلبى بقايا من الخير وذلك اننى كنت يوميا اعاتب نفسى ليلا قبل النوم واحاسبها والومها على ماهى عليه من ضلال وغفلة وينتهى العتاب بأن اقول سوف احاول حسم الامر ولن اعود لذلك واننى سوف احاول ان اكون متزنا فى تعاملى مع هذه الفتاة ولن اغازلها مرة اخرى وسوف اترك الغزل حتى الزواج وينبغى ان نركز على المناقشة فى امور حياتنا المستقبلية هكذا كان عتابى لنفسى يوميا ، ولكن مجرد ان يطل الصباح يزين لى الشيطان الامر واعود من جديد للشات وللمكالمات حتى صرت مدمن على هذه الفتاة وعشقتها لدرجة الجنون وتعلقت به بدرجة كبيرة جدا لم اكن اتخيلها حتى ان حياتى صارت مستحيلة بدونها وصرت احزن لما تغيب عنى واذا تخاصمنا كنت اصل لدرجة البكاء لاجلها وصرت ضعيفا جدا وصرت اغار عليها من كل شئ ولاتفه الاسباب وحتى اذا لم ترد على فى المسنجر بسرعة اتهمها بانها تتكلم مع حد تانى وهكذا اصبحت اسيرا للشيطان وعشت فى غفلة شديدة جدا جدا حتى بدأت اؤخر بعض الصلوات بعد ان كنت مداوم على الصلاة فى المسجد صرت اؤخر الصلاة من وقتها وذلك بسبب عدم الطهارة لاننى كنت رجل مذاء ، وحتى بعض الصلوات كنت اصليها سريعا ودون خشوع وحضور قلبى لان قلبى كان معلقا بهذه الفتاة وكنت ما ان انتهى من الصلاة حتى اعود مسرعا لجهاز الكمبيوتر لمحادثة هذه الفتاة التى ملكت كل حياتى
قال الله تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }
وهذا ما انطبق على تماما وأسأل الله ان يغفر لى ذنبى وأسرافى فى امرى وان يأخذ بيدى من الظلمات الى النور ومن الضلال الى الهدى انه ولى ذلك والقادر عليه
(3)
استمرت علاقتى بهذه الفتاة خمس اشهر وكنت صادق معها ومصمم على الزواج منها لاننى عشقتها واحببتها بجنون ولا استطيع ان اعيش بدونها وبالفعل اتصلت بشقيقها وصارحته بالامر وبرغبتى فى الزواج من اخته على سنة الله ورسوله والحمد لله رحب شقيقها بالامر وكان هذا فال خير بالنسبة لى وازداد تعلقى بالفتاة حتى جاءت الصدمة والفاجعة عندما رفضنى اهلها بسبب اننى غريب عن بلدها واننى اسمر اللون لا اناسب فتاتهم البيضاء الجميلة وكانت صدمة كبيرة لى ولها ولكن لم يكن بوسعنا شئ نفعله ولقد قررنا ان نفترق ولقد حزنت عليها حزنا شديدا لم احزنه قط فى حياتى ولم اصدق كل ما انا كنت فيه وكأننى كنت فى حلم ولكننى حمدت الله وقلت علها تكون نتيجة الاستخارة والخير فيما اختاره الله وهذه كلام ايمانى جميل جدا ، ولكن الشيطان لم يتركنى لحالى وبدأ من جديد يوسوس لى كيف تتركها وقد احببتها كيف تتركها وهى تحبك ، لا تياس اجتهد ودافع عن حبك ولا تستسلم بهذه السهولة الحب الذى جمعكما اقوى واكبر من ان ينهار مع اول عاصفة هكذا كنت يوميا فى صراع بين وساوس الشيطان وبين قلبى الذى يرغب فى العودة الى ربه وان يعيش فى رحاب الايمان ويؤمن بأن الخير فيما اختاره الله له، ولكن الشيطان مرة اخرى انتصر على ولم يمر سوى ثلاثة ايام الا ووجدت نفسى اتصل عليها ليلا وتحادثت معها طويلا ووجدتها مثلى حزينة كئيبة ومرة اخرى قررنا العودة والاستمرار مع بعض لان كل منا يدرك بأنه لم يعد يستطيع ان يعيش بدون الاخر واستمرينا مع بعض على امل ان تقنع هى اسرتها
وشاءت ارادة الله مرة اخرى ان يحدث خلاف كبير بينى وبينها وذلك بسبب عدم التزام الفتاة بالتخلى عن الشات وغرف الدردشة رغم انها تقول انها تتسلى ولكننى لم ارضى هذا الامر مطلقا ورغم تحذيراتى لها من ذلك لم تلتزم هى ولكننى بصراحة تضايقت من الامر وحاولت ان امنعها بأى طريقة ولم افكر مطلقا فى التخلى عنها لاننى كنت اعلم انها ايضا ضحية للشيطان فاحببت ان اتم امر زواجى منها وان نعيش تحت طاعة الله ورسوله ، ولكننى اعترف بأننى لم احسن التصرف معها فكان مفترض ان اهديها باسلوب احسن وافضل ولكنى ارتكبت حماقة كبرى وجرحتها واهنتها بكلمة كانت قاصمة الظهر تركتنى هى لاجل هذه الكلمة ورفضت رفضا باتا العودة والزواج منى لانها لا تأمن لحياتها معى بهذا التصرف ، وعم الحزن كل حياتى واصبحت وحيدا اقاسى واصارع الاحزان ووصلت لدرجة سيئة جدا جدا فضلت فيها الموت على ان اعيش اتعذب بحب هذه الفتاة ، ولقد حاولت ان اطيب خاطرها وارضيها وحاولت كتيرا واعتذرت عن حماقتى معها ولكن دون جدوى ولم ادرى ماذا افعل فقد باءت كل محاولاتى بالفشل ولم يشفع لى حبها لى او الايام الحلوة الجميلة التى جمعتنا ببعض وانهار الحلم الوردى ، وعندما تذكرت ما حدث للمسلمين فى غزوة احد عندما عصى الرماة امر الرسول (ص) وحدثت الهزيمة وعندما قرأت قول الله تعالى :{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } عرفت انا هذا لم يكن الا عقاب ربانى لما ارتكبته من ذنوب ومعاصى وابتعاد عن طريق الحق والهدى ، وهكذا تكون العواقب وهكذا تكون العقوبات لمن خالف الله عز وجل ولمن اسرف فى المعاصى والذنوب وهذه هى نتيجة العشق والتعلق المر ، إنه حصاد ما غرسته بيدى
(4)
بعد اصرار الفتاة على رايها لم يكن بوسعى شئ افعله سوى ان اجرجر احزانى ودموعى وآلامى وقررت ان اتوب واستغفر وان ارجع الى الله بعد ان ضللت الطريق والحمد لله الذى لم يقبض روحى وانا غارق فى تلك المعاصى والذنوب والذى امهلنى حتى اتوب وارجع اليه تائبا خاضعا ذليلا معترفا بذنبى وطامعا فى كريم عفوه ومغفرته ورحمته التى وسعت كل شئ
وعسى ان تكرهوا شيئا هو خير لكم ، اقول الحمد الله حمدا كثيرا ان الخلاف الذى حدث بينى وبين هذه الفتاة ورغم انهيار حلمى معها ورغم مرارة الفراق وآلامه الا انه كان السبب فى انه ايقظنى من هذه الغفلة التى كنت اعيشها ولقد قررت التوبة الصادقة النصوحة الى الله واخلاص النية له واول شئ بدأت به ان ازلت المسنجر من جهاز الكمبيوتر واوقفت الشات نهائيا وصرفت النظر عن البحث عن زوجة بهذه الطريقة التى تقود الى ارتكاب المعاصى والذنوب وتقود الى التهلكة والبعد عن الله
والحمد لله اننى الان سعيد جدا اننى عدت الى الله ولاول مرة ومنذ خمس شهور احس بحلاوة الايمان داخل قلبى بعد ان رانت عليه غشاوة من جراء الذنوب والمعاصى التى ارتكبتها مع تلك الفتاة واحمد الله ايضا ان هذه الفتاة كانت تقيم فى بلد اخر ولو كانت معى فى نفس البلد لا ادرى الى اين كان سيقودنا الشيطان
واخيرا هذه هى تجرتبى مع النت وانصح لمن تاهوا وضلوا فى متاهات الانترنت انصحهم بالعزم على الابتعاد عن الشات والاتعاظ من القصص التى تكتب فيه من ضحايا الشات كما انه والله العظيم مفسدة للاخلاق وضياع للوقت فى ما لا يفيد وينزع الحياء وهو طريق الشيطان المكلل بالذنوب والمعاصى ، وعلى كل من له وقت فراغ عليه ان يشغل فراغه بما يفيد وبما يرضى الله ورسوله والانترنت ملئ بالمواقع الاسلامية المفيدة التى تزكى النفس وتأخذ بها الى الطريق المستقيم فهنالك موقع اذاعة طريق الاسلام به العديد من المواد المقروءة والمسموعة لمختلف العلماء .
تعليق