الحب
حاول أكثر من مرة أن يقف في طريقها, ليقول بثقة كبيرة و بكلمات و واضحة المعاني و هادئة:
أنت مسرة قلبي...أنت من أضرمت نيران الحب فيه..إنني أحبك , و هذا كل ما في الأمر...
لكنه ما إن يقف فوق الرصيف أثناء ذهابها إلى مدرستها الثانوية أو عودتها منها, حتى تنتابه حالة من الجمود و الشرود و الارتباك, فيظل صامتا يصارع عجزه و صمته و معاناته من تلك الرعشة التي تسري في أطرافة و تلك الخفقات اللاهثة التي تعترك في قلبه , كأنها في حلبه ملاكمة...
أما هي, فتمر من أمامه غير عابئة به , و غير مهتمة بحالته العجيبة, و التي طالما رأته فيها على تلك الحالة منذ أن شاهدته أول مرة, و ذلك بعد شهر من بدء موسم الدراسة..
إنها لا تعرف عنه أي شئ , أنها رأته أول مرة و اقفــا فوق رصيف الشارع الذي تخرج إليه من زقاق حارتها, و لم يلفت انتباهها , و لكن تكرار وقفته كل صباح أو وقت الظهيرة , تحديقه نحوها بعيون حائرة , أثار بعض فضولها و ليس اهتمامها...
ذات ظهيرة و بعد خيبات كثيرة , قرر أن يتبعها من بعيد ليعرف أين يقع منزلها. و ما هو فعله, حيث عرف موقع المنزل و سط تلك الحارة القديمة.
و ما إن حل ظلام مساء ذلك اليوم حتى جاء وجلا و بيده مصباح كهربائي صغير , و باليد الأخرى طبشور أبيض و أمام منزلها تطلع إلى النوافذ ثم اتجه إلى جدار المنزل المقابل و اخذ يكتب بأصابع مرتعشة ما عجز فمه أن يبوح به لها حيث كتب:
أنت يا شمس عمري
و فجر عمري
أنت حبي الأول و الأخير
أنت مشعل و جداني وراية كياني
ليسقط الخوف و الصمت و يعيش ألـ.....
لم يكمل كلماته . فقد شعر بصفعة تنهال على خده, و بيد ثقيلة تمسك برقبته و بصوت غليظ يقول منتصرا:
هاه .. لقد أمسكنا بك أيها المارق...
بينما كان عاقل الحارة يقف مع بعض الرجال و هو يحدثهم بنشوة:
لقد شاهدت هذا الفتي المغرر به و هو يكتب شعارات مخالفة للقانون فبلغت حراس الليل الذين جاءوا مسرعين و ألقوا عليه القبض متلبسا بجريرته.
أما حبيبته , أو على الأصح مشروع حبة الأول , فقد كانت تقف خلف نافذتها تشاهد ما يجري أمام المنزل, حيث سمعت جلبة هناك فهبت واقفة خلف ستارة النافذة تصيخ السمع و تسرف النظر..
و عندما عرفت أن الذي كان يقتاده حراس الليل ما هو إلا ذلك الفتى المستهام بها, أطلقت ضحكة خافتة , و قالت تحدث نفسها بصوت هامس.. يستاهل ,, و ليذق طعم الحب الذي أراده.
تحياتي لكم
حاول أكثر من مرة أن يقف في طريقها, ليقول بثقة كبيرة و بكلمات و واضحة المعاني و هادئة:
أنت مسرة قلبي...أنت من أضرمت نيران الحب فيه..إنني أحبك , و هذا كل ما في الأمر...
لكنه ما إن يقف فوق الرصيف أثناء ذهابها إلى مدرستها الثانوية أو عودتها منها, حتى تنتابه حالة من الجمود و الشرود و الارتباك, فيظل صامتا يصارع عجزه و صمته و معاناته من تلك الرعشة التي تسري في أطرافة و تلك الخفقات اللاهثة التي تعترك في قلبه , كأنها في حلبه ملاكمة...
أما هي, فتمر من أمامه غير عابئة به , و غير مهتمة بحالته العجيبة, و التي طالما رأته فيها على تلك الحالة منذ أن شاهدته أول مرة, و ذلك بعد شهر من بدء موسم الدراسة..
إنها لا تعرف عنه أي شئ , أنها رأته أول مرة و اقفــا فوق رصيف الشارع الذي تخرج إليه من زقاق حارتها, و لم يلفت انتباهها , و لكن تكرار وقفته كل صباح أو وقت الظهيرة , تحديقه نحوها بعيون حائرة , أثار بعض فضولها و ليس اهتمامها...
ذات ظهيرة و بعد خيبات كثيرة , قرر أن يتبعها من بعيد ليعرف أين يقع منزلها. و ما هو فعله, حيث عرف موقع المنزل و سط تلك الحارة القديمة.
و ما إن حل ظلام مساء ذلك اليوم حتى جاء وجلا و بيده مصباح كهربائي صغير , و باليد الأخرى طبشور أبيض و أمام منزلها تطلع إلى النوافذ ثم اتجه إلى جدار المنزل المقابل و اخذ يكتب بأصابع مرتعشة ما عجز فمه أن يبوح به لها حيث كتب:
أنت يا شمس عمري
و فجر عمري
أنت حبي الأول و الأخير
أنت مشعل و جداني وراية كياني
ليسقط الخوف و الصمت و يعيش ألـ.....
لم يكمل كلماته . فقد شعر بصفعة تنهال على خده, و بيد ثقيلة تمسك برقبته و بصوت غليظ يقول منتصرا:
هاه .. لقد أمسكنا بك أيها المارق...
بينما كان عاقل الحارة يقف مع بعض الرجال و هو يحدثهم بنشوة:
لقد شاهدت هذا الفتي المغرر به و هو يكتب شعارات مخالفة للقانون فبلغت حراس الليل الذين جاءوا مسرعين و ألقوا عليه القبض متلبسا بجريرته.
أما حبيبته , أو على الأصح مشروع حبة الأول , فقد كانت تقف خلف نافذتها تشاهد ما يجري أمام المنزل, حيث سمعت جلبة هناك فهبت واقفة خلف ستارة النافذة تصيخ السمع و تسرف النظر..
و عندما عرفت أن الذي كان يقتاده حراس الليل ما هو إلا ذلك الفتى المستهام بها, أطلقت ضحكة خافتة , و قالت تحدث نفسها بصوت هامس.. يستاهل ,, و ليذق طعم الحب الذي أراده.
تحياتي لكم
تعليق