السلام عليكم
شخباركم ؟؟
الصراحه هاذي القصة كانت واجب علينا بالمدرسه ولازم نحللها و عجبتني و حبيتكم تشاركوني وتقرونها وان شاء الله تعجبكم .......
قصة : أكره الشمس وأحبها
للكاتب اللبناني : نسيب عريضة
من مجموعة قصصية بعنوان : ألوان من القصة الأردنية
دائرة الثقافة والفنون - عمان: 1973 م
من صفحة : 399 إلى 403 .
..................
أنت موحش يا ليل ولكني أحب فيك ذلك الغياب المطلق لقاتلة ولدي .. وحين تبدو قاتلة
ولدي تختال في كبد السماء فإن ليلا آخر سرمدي الملامح يلفح وجودي كله حتى أكاد
أختنق .
يقولون أن نهاية الليل هي شروق الشمس .. متى كان ذلك صحيحاً ؟ من يصدق أن
هذه الأشعة الصفراء الحارقة تضيء عالماً بأسره ولكنها ليست قادرة على إضاءة
قلب انطفأت شمعة وجوده ؟ .. ومن قال أن هذه
الخيوط من النور وهي تتسلل عبر نافذتي قادرة على أن تحيل ليلي إلى نهار ..
أنا أكره الشمس .- ملكة النهار كما يسمونها – أكرهها ولا أحبها .. وأنى لي أن
أحبها وهي قاتلة ولدي .. أيتها الشمس العظيمة المتجبرة السابحة بخيلاء على أديم
القبة الزرقاء .. ماذا أساء ولدي إليك كي تضربيه فتصرعيه ؟ .. وأي ولدي الحبيب :
يا ضحية الشمس – لقد كنت تحبها .. فتفتح لها شباكنا نافذتك كل صباح فلماذا صعقتك ؟ لماذا صعقتك
صانعة النهار فصنعت لحياتي ليلا دائما سرمديا ..
وعدت يـا – ولدي – في ذلك اليوم الأغبر من أيام الصيف وفي رأسك صداع شديد ..
وفي جسمك حمى طاغية .. وحين أبصرتك غاص قلبي في أمعائي ، وأيقنت ببصيرة
الأم النافذة أن سوءاً سوف يهددك ، ولكني استعنت بالله من هذا اليقين . وسرعان ما
أحضرت لك الطبيب .. وبعد الكشف تمتم بكلمات لم أعرف من بينها رغم تلهفي على
سماعها سوى " ضربة شمس " .. وشاهدت وجهه ينضج بالقنوط ، وحين سألته
عن ضربة الشمس كيف تحدث أجابني بضرورة نقلك إلى المستشفى في الحال ..
وفي المستشفى سهرت إلى جوارك .. ولكن واحر قلباه عليك يا ولدي .. لقد تركتنا لم
يعد للزمن عندي وجود ولم أعد أدري أو أذكر ما جرى بعد ذلك إلا أنني أدركت بعد أيام
أن البيت قد أضحى خلواً منك .. وأدركت بعد أسابيع أن انتظاري إياك وترقبي عودتك
كعادتك قد أضحى ضرباً من الجنون .. وأدركت بعد أشهر أن الشمس هي التي قتلتك
ولا تزال تسير في مجراها بعظمة وخيلاء ..
أما أخواك فقد جزعا لفقدك بذلك الزخم الذي أحباك فيه .. والصغير عصام يتساءل
وهو يشد وجهي إليه : " حين يموت الناس يا أمي هل يمكثون هناك طويلا ؟ " ولا
يزال حتى وقد أضحى في العاشرة يؤمن بعودتك في يوم مهما طال الغياب .. أما عادل
فقد أدرك في حينه أن الشمس هي التي صرعتك . فكنت أشاهده يتسلل من المنزل
عند الظهيرة ويجوس عبر الحديقة هائماً ثم يتطلع إلى قرص الشمس من فرجة إحدى
الأشجار ويقول: " أيتها الشمس لماذا مات أخي ؟ "
ومرت الأيام يا ولدي وأنا أكره الشمس .. أتشاءم حين أشاهد رسمها في كتاب
عصام .. أتشاءم حين أطالع لفظها في كتاب أو قصة أو جريدة .. أتشاءم حين يتشلل
شعاعها عبر النافذة كاللص .. وأخشى ما أخشاه أن يفترسها كما افترسك من قبل ..
فأحكمت ستائر المنزل .. وركضت لاهثة وراء كل تفسير لضربة الشمس ..
فمرة أجد الأسباب في نقص الماء والعطش فأتمنى لو كنت معك لأسقيك ماء عيني ..
ومرة أجد الأسباب في نقص الملــح من الجسم فأتمنى لو كنت إلى جوارك فأحمل لك
أطنانـاً منه .. ومرت الأشهر والســنون يـا ولدي ، ومرض أخواك عادل وعصام ،
وأصيبا بالتهاب رئوي حاد ، وعادهما الطبيب .. نفس الطبيب الذي عادك .. وقبل أن
أستطرد يا ولدي تساءلت وقلبي ينفطر ألماً وأسى .. أتعرف ما معنى أن يمرض
أخواك في آن واحد .. معنى هذا أن ذخيرة عمري قد أوشكت على النفاذ ، ولم يعد في
القلب متسع لحزن ، ولم يعد في العين فسحة
لدمع .. ثم تعرف يا ولدي بم صارحني الطبيب .. لقد قال إنني السبب في إصابتهما بهذا المرض هكذا .. وكأن هذه الأرض تحمل على ظهرها أماً تضع مرضاً في صدر
أبنائها .. واستدرك الطبيب :
إن حرمان المنزل من الشمس لمدة طويلة قد ساهم إلى حد كبير في انتشار الرطوبة فيه وبالتالي إصابة الطفلين بهذا الوباء الحاد ...
فقلت وقد أنهكتني الاحداث :
- ولكن الشمس قد قتلت ولدي أيها الطبيب .. فكيف يتسبب غيابها في مرض ولدي الآخرين ..
- ولداك بخير شريطة التهوية المناسبة .. وفتح النوافذ للشمس
- ولكني أكرهها .. أكرهها .. أكره الشمس
وأجاب الطبيب بحزم :
- أنت حرة .. وقد أعذر من أنذر ..
وفتحت النوافذ للشمس .. فعلت ذلك مرغمة يا ولدي .. وقد تعافى عادل وعصام ..
وسامحني لأنني لا أستطيع أن أمنع الشمس عن المنزل فقد تعافى أخواك عادل وعصام .
أختكم:أسيرة الشوق
شخباركم ؟؟
الصراحه هاذي القصة كانت واجب علينا بالمدرسه ولازم نحللها و عجبتني و حبيتكم تشاركوني وتقرونها وان شاء الله تعجبكم .......
قصة : أكره الشمس وأحبها
للكاتب اللبناني : نسيب عريضة
من مجموعة قصصية بعنوان : ألوان من القصة الأردنية
دائرة الثقافة والفنون - عمان: 1973 م
من صفحة : 399 إلى 403 .
..................
أنت موحش يا ليل ولكني أحب فيك ذلك الغياب المطلق لقاتلة ولدي .. وحين تبدو قاتلة
ولدي تختال في كبد السماء فإن ليلا آخر سرمدي الملامح يلفح وجودي كله حتى أكاد
أختنق .
يقولون أن نهاية الليل هي شروق الشمس .. متى كان ذلك صحيحاً ؟ من يصدق أن
هذه الأشعة الصفراء الحارقة تضيء عالماً بأسره ولكنها ليست قادرة على إضاءة
قلب انطفأت شمعة وجوده ؟ .. ومن قال أن هذه
الخيوط من النور وهي تتسلل عبر نافذتي قادرة على أن تحيل ليلي إلى نهار ..
أنا أكره الشمس .- ملكة النهار كما يسمونها – أكرهها ولا أحبها .. وأنى لي أن
أحبها وهي قاتلة ولدي .. أيتها الشمس العظيمة المتجبرة السابحة بخيلاء على أديم
القبة الزرقاء .. ماذا أساء ولدي إليك كي تضربيه فتصرعيه ؟ .. وأي ولدي الحبيب :
يا ضحية الشمس – لقد كنت تحبها .. فتفتح لها شباكنا نافذتك كل صباح فلماذا صعقتك ؟ لماذا صعقتك
صانعة النهار فصنعت لحياتي ليلا دائما سرمديا ..
وعدت يـا – ولدي – في ذلك اليوم الأغبر من أيام الصيف وفي رأسك صداع شديد ..
وفي جسمك حمى طاغية .. وحين أبصرتك غاص قلبي في أمعائي ، وأيقنت ببصيرة
الأم النافذة أن سوءاً سوف يهددك ، ولكني استعنت بالله من هذا اليقين . وسرعان ما
أحضرت لك الطبيب .. وبعد الكشف تمتم بكلمات لم أعرف من بينها رغم تلهفي على
سماعها سوى " ضربة شمس " .. وشاهدت وجهه ينضج بالقنوط ، وحين سألته
عن ضربة الشمس كيف تحدث أجابني بضرورة نقلك إلى المستشفى في الحال ..
وفي المستشفى سهرت إلى جوارك .. ولكن واحر قلباه عليك يا ولدي .. لقد تركتنا لم
يعد للزمن عندي وجود ولم أعد أدري أو أذكر ما جرى بعد ذلك إلا أنني أدركت بعد أيام
أن البيت قد أضحى خلواً منك .. وأدركت بعد أسابيع أن انتظاري إياك وترقبي عودتك
كعادتك قد أضحى ضرباً من الجنون .. وأدركت بعد أشهر أن الشمس هي التي قتلتك
ولا تزال تسير في مجراها بعظمة وخيلاء ..
أما أخواك فقد جزعا لفقدك بذلك الزخم الذي أحباك فيه .. والصغير عصام يتساءل
وهو يشد وجهي إليه : " حين يموت الناس يا أمي هل يمكثون هناك طويلا ؟ " ولا
يزال حتى وقد أضحى في العاشرة يؤمن بعودتك في يوم مهما طال الغياب .. أما عادل
فقد أدرك في حينه أن الشمس هي التي صرعتك . فكنت أشاهده يتسلل من المنزل
عند الظهيرة ويجوس عبر الحديقة هائماً ثم يتطلع إلى قرص الشمس من فرجة إحدى
الأشجار ويقول: " أيتها الشمس لماذا مات أخي ؟ "
ومرت الأيام يا ولدي وأنا أكره الشمس .. أتشاءم حين أشاهد رسمها في كتاب
عصام .. أتشاءم حين أطالع لفظها في كتاب أو قصة أو جريدة .. أتشاءم حين يتشلل
شعاعها عبر النافذة كاللص .. وأخشى ما أخشاه أن يفترسها كما افترسك من قبل ..
فأحكمت ستائر المنزل .. وركضت لاهثة وراء كل تفسير لضربة الشمس ..
فمرة أجد الأسباب في نقص الماء والعطش فأتمنى لو كنت معك لأسقيك ماء عيني ..
ومرة أجد الأسباب في نقص الملــح من الجسم فأتمنى لو كنت إلى جوارك فأحمل لك
أطنانـاً منه .. ومرت الأشهر والســنون يـا ولدي ، ومرض أخواك عادل وعصام ،
وأصيبا بالتهاب رئوي حاد ، وعادهما الطبيب .. نفس الطبيب الذي عادك .. وقبل أن
أستطرد يا ولدي تساءلت وقلبي ينفطر ألماً وأسى .. أتعرف ما معنى أن يمرض
أخواك في آن واحد .. معنى هذا أن ذخيرة عمري قد أوشكت على النفاذ ، ولم يعد في
القلب متسع لحزن ، ولم يعد في العين فسحة
لدمع .. ثم تعرف يا ولدي بم صارحني الطبيب .. لقد قال إنني السبب في إصابتهما بهذا المرض هكذا .. وكأن هذه الأرض تحمل على ظهرها أماً تضع مرضاً في صدر
أبنائها .. واستدرك الطبيب :
إن حرمان المنزل من الشمس لمدة طويلة قد ساهم إلى حد كبير في انتشار الرطوبة فيه وبالتالي إصابة الطفلين بهذا الوباء الحاد ...
فقلت وقد أنهكتني الاحداث :
- ولكن الشمس قد قتلت ولدي أيها الطبيب .. فكيف يتسبب غيابها في مرض ولدي الآخرين ..
- ولداك بخير شريطة التهوية المناسبة .. وفتح النوافذ للشمس
- ولكني أكرهها .. أكرهها .. أكره الشمس
وأجاب الطبيب بحزم :
- أنت حرة .. وقد أعذر من أنذر ..
وفتحت النوافذ للشمس .. فعلت ذلك مرغمة يا ولدي .. وقد تعافى عادل وعصام ..
وسامحني لأنني لا أستطيع أن أمنع الشمس عن المنزل فقد تعافى أخواك عادل وعصام .
أختكم:أسيرة الشوق
تعليق