السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أولى إبداعاتي الأدبية بما يطلق عليه القصة القصيرة الرمزية.
أرجو من الإخوان المرور والتعليق وأنا مستعد لتقبل أي نقد كان.
لا أدري كيف حل بي المطاف إلى هذه البقعة. طالما حلمت بذلك، وكانت تنتابني الهواجس لدى تفكيري في اللحظة التي سيتم بها هذا الانتقال، ولكنني فجأة وجدت نفسي وحيداً في هذا المكان الموحش. إنه مكان منعزل يضج بالآخرين. لا تسألوني كيف فتلك هي المعضلة التي لا أجد لها حلاَ. أ كنت تتصور يوماً أن تبدو صغيراً إلى الحد الذي يشعرك بضعفك أمام حشرة؟!
المكان مضيء ويشعر بالهدوء والصفاء. العالم من حولي لا يكاد يحس بي بله بوجودي إلى قربهم. أما مؤنسي الوحيد في هذا العالم فحشرة. نعم، ليست إلا حشرة، ولا تسألوني من أين أتت. ما أعانيه الآن وتحملي لتلك المرارة يجعلاني عاجزاَ عن التفكير الطبيعي في الأمور البديهية. إن هذا هو المكان الطبيعي للحشرات، ليست كل الحشرات بل البعض. المكان يبدو عالياً بعض الشيء، وهذا ليس بمستعص على من يملك أجنحة يطير بها. أنا لا املك أجنحة ولا أقبل بهذا، ولكنني أعتقد باستحالة البقاء حياً لمن هو في مثل حالتي.
إن هذا الشيء الذي يقبع بجانبي صغير. كنت أراه دوماً صغيراً لا يكبر، ولكن عطاءه دوماً كبير. إنه يبعث الأمل في غد قريب، في ظلمة الليل البهيم. في النهار لا تجد أحداً يهتم به، ولكن ما إن يغرب شمس الأصيل حتى يبدأ بالعطاء. ما أروع أن تجد نفسك سلعة تشترى، بثمن بخس زهيد. دعنا الآن من صاحبي. إنه ليس بصاحبي. كيف يصاحب المرء جماداً؟! لقد تطفلت عليه في بيته الصغير.
ما هذا؟ إن الحشرة تحدق بي بأعينها العديدة المستديرة. إني أراها الآن جيداَ. إنها بقربي ولكنها بعيدة كل البعد عني. للوهلة الأولى أرى عيونها المنيرة وكانت من قبل أمراَ مثيراَ. أخذت أحول ناظري إلى الطرف الآخر. الناس جميعاَ موجودون ولكنهم لا يرونني ولا يسمعونني. إني أشير لهم بيدي وأصرخ طالباَ الخروج. لن يسمعونني أبداَ. دار بخاطري أن أحادثها. لا أعرف كيف أحادثها. إني جاهل بلغتها. لم يدر بذهني أن أتعلـم لغة الحشرات. هل يا ترى سأحتاج إلى تعلم لغتها مستقبلاً!
ما هذا الذي يوخزني في ظهري؟ إنه رجل الحشرة. تمكنت من إيجاد مدخل لها في جسدي. لقد اهترأت الموانع الجسدية أمامها. بدأ الشرخ الذي أحدثته الحشرة يتسع ويتسع ويتسع. هاهي تدخل إلى الحصن المنيع الذي صنعته بنفسي. يجب أن أجد لي مخرجاً، ولكن ليس لي من سبيل.
10/3/1997م :)
هذه أولى إبداعاتي الأدبية بما يطلق عليه القصة القصيرة الرمزية.
أرجو من الإخوان المرور والتعليق وأنا مستعد لتقبل أي نقد كان.
الحشرة
لا أدري كيف حل بي المطاف إلى هذه البقعة. طالما حلمت بذلك، وكانت تنتابني الهواجس لدى تفكيري في اللحظة التي سيتم بها هذا الانتقال، ولكنني فجأة وجدت نفسي وحيداً في هذا المكان الموحش. إنه مكان منعزل يضج بالآخرين. لا تسألوني كيف فتلك هي المعضلة التي لا أجد لها حلاَ. أ كنت تتصور يوماً أن تبدو صغيراً إلى الحد الذي يشعرك بضعفك أمام حشرة؟!
المكان مضيء ويشعر بالهدوء والصفاء. العالم من حولي لا يكاد يحس بي بله بوجودي إلى قربهم. أما مؤنسي الوحيد في هذا العالم فحشرة. نعم، ليست إلا حشرة، ولا تسألوني من أين أتت. ما أعانيه الآن وتحملي لتلك المرارة يجعلاني عاجزاَ عن التفكير الطبيعي في الأمور البديهية. إن هذا هو المكان الطبيعي للحشرات، ليست كل الحشرات بل البعض. المكان يبدو عالياً بعض الشيء، وهذا ليس بمستعص على من يملك أجنحة يطير بها. أنا لا املك أجنحة ولا أقبل بهذا، ولكنني أعتقد باستحالة البقاء حياً لمن هو في مثل حالتي.
إن هذا الشيء الذي يقبع بجانبي صغير. كنت أراه دوماً صغيراً لا يكبر، ولكن عطاءه دوماً كبير. إنه يبعث الأمل في غد قريب، في ظلمة الليل البهيم. في النهار لا تجد أحداً يهتم به، ولكن ما إن يغرب شمس الأصيل حتى يبدأ بالعطاء. ما أروع أن تجد نفسك سلعة تشترى، بثمن بخس زهيد. دعنا الآن من صاحبي. إنه ليس بصاحبي. كيف يصاحب المرء جماداً؟! لقد تطفلت عليه في بيته الصغير.
ما هذا؟ إن الحشرة تحدق بي بأعينها العديدة المستديرة. إني أراها الآن جيداَ. إنها بقربي ولكنها بعيدة كل البعد عني. للوهلة الأولى أرى عيونها المنيرة وكانت من قبل أمراَ مثيراَ. أخذت أحول ناظري إلى الطرف الآخر. الناس جميعاَ موجودون ولكنهم لا يرونني ولا يسمعونني. إني أشير لهم بيدي وأصرخ طالباَ الخروج. لن يسمعونني أبداَ. دار بخاطري أن أحادثها. لا أعرف كيف أحادثها. إني جاهل بلغتها. لم يدر بذهني أن أتعلـم لغة الحشرات. هل يا ترى سأحتاج إلى تعلم لغتها مستقبلاً!
ما هذا الذي يوخزني في ظهري؟ إنه رجل الحشرة. تمكنت من إيجاد مدخل لها في جسدي. لقد اهترأت الموانع الجسدية أمامها. بدأ الشرخ الذي أحدثته الحشرة يتسع ويتسع ويتسع. هاهي تدخل إلى الحصن المنيع الذي صنعته بنفسي. يجب أن أجد لي مخرجاً، ولكن ليس لي من سبيل.
10/3/1997م :)
تعليق