جيوش القهر تخنقني، طردت من بيتي ووطني، عرفت الذل والغدر، وافترشت وسادة الشوك، شممت السم عن قرب، رميت الحرف ، خنقت الدمع ومازلت لا أدري، لم احترق بيدي القلم، كلماتي ابتلعها السطر، وسطوري أغرقها الحزن، وصفحاتي انتابها الضجر، غريب أيها القدر، أرى القمر يواسيني ، وتلك النجمة تعزيني، ونفسي بالسواد تشجيني، لن أعود مهما قدموا لي من وعود، وكيف أعود وبأذني أعاصير غضبي؟ كيف أعود وبعيني قيود صدقي؟ لن أعود فقد شلت بالأمس يدي، لن أعود فقد انفطر بالأسى قلبي، لن أعود فقد طويت أزهار أملي، لنأعود فقد حفرت لوحة قبري، لن أعود والمكر في وطني، لن أعود والغدر في أرضي، لم أزرع عداوة خلود ، ولم أحرث خبث أو جحود، لم أنجب شجرة تلمود، سحابة لا بد أن ترحل. أنتظر شروق شمسي، وأثبت عزتي وكرامتي، سأمزق جدار صمتي، وابني براعم صبري، أنا لا أشكي ، أنا لا أبكي ، فقط أعتصر ألمي ، ربما يجف غيمي، حتى أعود لمسكني، ويهنأ لي موطني، ويطيب عيشي بمكتبي، بين سطوري ومغزلي، لأنسج خيمة ظلي، وأخيط ثقوب حرفي، والجم نهيق عدوي، قريبا يغرد قلمي، قريبا يزول ألمي، قريبا ينموأملي .
ولكن متى أعود...