170 ألف فتاة عانس في الامارات العربية المتحدة وفق أحدث الأرقام التي تناولتها دراسة بحثية لصندوق الزواج في ذلك البلد الذي يصنف ضمن أغنى الدول اقتصاديا، وترتفع فيه مداخيل المواطنين، ويتمتع بمستويات معيشية عالية.
وتناولت الدراسة التوقعات المستقبلية للعزاب والعازبات حتى عام 2015 بالنسبة للفئة العمرية من 15-49 سنة حيث أشارت إلى زيادة مطردة بشكل محلوظ في عدد العازبات.
عوامل عديدة لعبت دورا رئيسيا في تغير سن زواج الفتاة، أهمها الإنفتاح الذي نعيشه في العصر الحالي، فصارت تقضي سنوات أطول في التعليم، وأسهم دخولها مجال العمل إلى إكتفائها مادياً وعدم حاجتها إلى رجل ينفق عليها، وساعدت وسائل الإعلام المختلفة على بث الكثير من الأفكار التي قد تكون متحررة وتؤثر في نظرة المرأة للزواج.
ووفق افادات حصلت عليها "العربية.نت" من فتيات في سن الزواج أو يفترض أن القطار قد مر من محطتهن منذ زمن دون أن يتمكن من اللحقا به، فان المرأة لم تعد تلك التي ترى في زواجها قدرا محتما عليها وسبيل خلاص لها من منزل ذويها، ولم يعد الزواج نهاية حتمية لكل فتاة وأمر يتم في أغلب الأحيان دون رضاها أو رؤيتها لشريك حياتها.
وقالت نسبة كبيرة منهن إن أمامهن فرصا يجب استثمارها قبل الزواج، وهذه الفرص تنسيهن العمر في بعض الأحيان فتقل حظوظهن في الزواج. وبتعليم الفتاة ودخولها مجال العمل، صارت قادرة على رفض شريك حياتها ما لم يناسبها مستواه العلمي أو المادي.
"منى" فتاة اماراتية تخطت السادسة والثلاثين من العمر دون زواج ، وتنظر بلامبالاة للموضوع وتراه أمرا عاديا. تقول منى: "معظم المتزوجات من حولي يعشن حياة رتيبة خالية من أي جديد، ومليئة في الوقت نفسه بالمشاحنات، وتنتهي في بعض الأحيان بالطلاق، على الرغم من أن معظم تلك الزيجات جاءت بعد علاقات حب قوية".
تضيف منى: "أعيش مع والديّ دون أن أشعر بأي نقص، فأنا أعمل ولدي راتب جيد يسد ضروريات الحياة ويزيد، وأمارس هواية السفر التي أعشقها من وقت لآخر، ولم يأت الرجل المناسب الذي يستحق أن أتنازل عن هذه الحياة من أجله حتى الآن".
وترى سناء التي تبلغ من العمر تسعة وعشرين سنة أن نظرة المرأة للزواج اختلفت واختلفت معها نظرتها للرجل. تقول سناء:"لم يعد الرجل كما عهدناه في السابق، فرجال هذا الزمن يختلفون عن آبائنا وأجدادنا، حتى صار هناك رجال يشترطون أن تكون شريكة حياتهم عاملة وتشاركهم في مصروف البيت".
أضافت: "صار الرجال أمثال أبي وجدي عملة نادرة، وقلة هم الذين تقدموا لي، ولم أرى في أحد منهم (سي السيد)".
"ريم" عزباء تبلغ من العمر ثلاثين سنة، وترى أن المثل العربي "ظل رجل ولا ظل حيطة" لم يعد يصلح في هذا الزمن. تقول ريم: "أشغل وظيفة محترمة براتب يحلم به أي شاب، وأنا سعيدة بحياتي التي أقضيها بين عائلتي و عملي، ولدي علاقات اجتماعية كثيرة".
وأضافت: "معظم الذين تقدموا لخطبتي لا يملكون مواصفات الزوج المناسب، حتى البعض منهم يقل عني في المستوى الفكري والمادي، وأنا أبحث عن شريك ذي مواصفات خاصة".
منى تجاوزت الرابعة والثلاثين من العمر دون زواج بعد رفض والدها كل الذين طرقوا بابها، تقول منى: "في البداية ظننت أن رفض والدي ينبع من محبته لي وبحثه عن الزوج الأنسب، ولكني اكتشفت لاحقاً أن الأمر لا يتعدى خوف والدي من خسارة راتبي الذي يأخذه بداية كل شهر".
تستطرد منى: "مع تقدمي بالعمر وتكرار رفضه لكل الذين تقدموا لي صرت بنظر المجتمع عانسا، والسبب طمع والدي".
تعليق ولد فلان:
لا يخفى على الجميع إن عندنا نسبة من العوانس وللأسف نسبة كبيرة منهم من الجامعيات وحملة الماجستير والدكتوراة وهذا الشي نتج من النظرة الخطأ للأمور، وتفضيل الدراسة على الاستقرار وتكوين الحياة الزوجية وهذي النهاية.
تعليق