قد يكون الموضوع الذي سوف أتطرق إليه مألوفاً وكثر حديث الناس حوله، ولكن ما دعاني إلى تخصيصه بهذا المقال هو ما يجري الآن في دولتنا من توسيع في الشوارع وتغيير للدوارات إلى إشارات وجسور، وكذلك هذه الطفرة العمرانية غير الطبيعية التي نشاهدها.
كل منا عندما يمر بمنطقة معينة في الدوحة يشاهد يميناً ويساراً عمارات وفللاً ومجمعات سكنية تظهر في سرعة قياسية، ناهيك عن المدينة الطبية التي أنهيت في وقت وجيز وعلى أسس أتمنى أن تكون جيدة وتتحمل طبيعة بلادنا الحارة، وأخذت أسأل نفسي: هل كل هذا البنيان من أجل الآسياد؟ وهل كل هذه العمارات من أجل أن نزيد من سكان بلادنا أم ما الذي يحصل بالضبط؟
إن دولتنا من الدول الصغيرة نسبياً بين دول العالم، إلاّ أنها تمكنت من أن تصنع لنفسها سمعة طيبة ومكانة كبيرة في فترة وجيزة، حتى أصبحت المؤتمرات العالمية تقام في الدوحة بعد أن كان العالم لا يعرفون مكان قطر في خريطة العالم، وهذا الشيء يعد مفخرة لنا ولحكومتنا التي تسعى للارتقاء بالدولة والنهوض بالمواطن.
لنعد إلى موضوع مقالي هذا فما كنت أريد أن أتحدث عن الشوارع والخناقات المرورية لأنها أصبحت من سمات هذه السنة الميلادية 2006 ولكن ما أردت النقاش حوله هو: من الذي سوف يسكن في هذه المباني بعد انتهاء الآسياد؟ وبمعنى آخر: هل سوف يأتي إلينا مقيمون جدد ليشغلوا تلك المساكن؟ ولماذا كل هذا؟ هل تريد الدولة زيادة عدد السكان؟
إذن نحن نعاني فعلياً من قلة عدد السكان وأعني المواطنين، وهذا النقص في رأيي يرجع إلى سببين:
الأول: إحجام الكثير من الشباب عن الزواج لعدة أسباب.
الثاني: نقص عدد الذكور عن الإناث.
وحتى يكون الكلام منطقياً، فيجب أن نتاول كل سبب بشيء من التوضيح.
أما بالنسبة للسبب الأول وهو إحجام الكثير من الشباب عن الزواج أو تأخرهم في الزواج، فقد يرجع ذلك لعدة أسباب من بينها:
1- عدم ثقة بعض الشباب في الفتيات كزوجات وذلك يرجع إلى العلاقات التي تنشأ بين الشباب والبنات من جراء الإنترنت، وهذه المشكلة عانى منها المجتمع في السنوات الأخيرة، ولا بد للمسؤولين من إيجاد حل جذري لها، حيث إن أغلب المواقع التي تحوي على غرف الدردشة أصبحت أوكاراً للتغرير بالفتيات.
2- عدم مقدرة الكثير من الشباب على تكاليف الزواج وتبعاته من مهر وتجهيز البيت وما إلى ذلك، ومن الممكن حل هذه المشكلة بإنشاء صناديق الزواج لإقراض الشباب مع تسهيلات في الدفع، وأيضاً يستطيع بعض رجالات القبائل والعوائل التقليل من المهور بحيث لا تتجاوز (20,000) ريال قطري، وأعتقد أن هذا المبلغ يناسب وليس فيه انتقاص من قدر المرأة أو مكانة عائلتها.
3- إحجام بعض الشباب عن مصاهرة بعض العوائل الكبيرة، وهنا أستطيع أن أعطي مثلاً لإحدى العائلات المرموقة وقد عنست فيه البنت وثلاثة من عماتها، وكنا مرة في أحد اللقاءات مع أحد الشخصيات التي تربطهم علاقة مصاهرة مع تلك العائلة فسألته: هل تقدم لأولئك الفتيات شباب وتم رفضهم جميعاً بدعوى أنهم ليسوا أكفاء لهم؟ فأجابني: بالعكس لم يتجرأ أحد على التقدم إليهن لأنه يقول في نفسه: ومن أكون أنا حتى أصاهر تلك العائلة؟ إذن هناك مشكلة في الفوارق الطبقية والاجتماعية بين بعض العوائل وأعتقد أن الأمور الآن أصبحت أكثر سهولة.
وإذا تناولنا السبب الثاني وهو نقص عدد الذكور عن الإناث، فهذا في حقيقة الحال يرجع إلى سببين لا ثاني لهما:
1- وفاة الكثير من الشباب في الحوادث المرورية، وأعني الحوادث الناشئة عن السرعة الزائدة والتهور في القيادة، وهنا تقع المسؤولية على جهتين: الآباء الذين لا يلتفتون إلى أبنائهم وتراهم منشغلين بأمور الدنيا المختلفة، وكذلك وزارة الداخلية التي يجب أن تشدد على السرعة ولا سيما خارج المدن أي في الطرق السريعة، حيث تصل سرعة بعض الشباب المتهورين إلى (200) كم في الساعة وهو ما يؤدي إلى الموت في حالة الاصطدام.
2- وفاة بعض الشباب في الاستعراضات أعني التي يقومون بها في سيلين ومنطقة الكثبان الرملية في مسيعيد، فما يقوم به بعض المتهورين من تحد لإثبات الرجولة ما هو إلا إثبات لتمكن الشيطان منهم، وإلا فإن أي عاقل يدرك أن هذا التحدي لا محالة يؤدي إلى العجز التام ( الشلل ) ويؤدي إلى الوفاة في الغالب. وهنا أيضاً أطالب الجهات المختصة في وزارة الداخلية لوضع حد لتلك التهورات والتصرفات الشيطانية التي لا طائل من ورائها سوى حرقة قلوب الوالدين وتفجعهما على ابنهما، ولا شك أن في ذلك خسارة من جميع النواحي.
خلاصة الكلام: إن الأمور التي ذكرتها سابقاً قد قرأنا مثلها الكثير وسوف نقرأ أمثالاً لها في المستقبل، طالما أن شبابنا يضيعون أنفسهم بأيديهم ويلقون بأيديهم إلى التهلكة، ومن الواجب علينا النصح وبيان السلبيات والأضرار التي تنشأ عن قلة الوعي والتهور، حتى لا يأتي اليوم الذي نجد فيه أنفسنا دولة رجالها ليسوا من أبنائها!
كل منا عندما يمر بمنطقة معينة في الدوحة يشاهد يميناً ويساراً عمارات وفللاً ومجمعات سكنية تظهر في سرعة قياسية، ناهيك عن المدينة الطبية التي أنهيت في وقت وجيز وعلى أسس أتمنى أن تكون جيدة وتتحمل طبيعة بلادنا الحارة، وأخذت أسأل نفسي: هل كل هذا البنيان من أجل الآسياد؟ وهل كل هذه العمارات من أجل أن نزيد من سكان بلادنا أم ما الذي يحصل بالضبط؟
إن دولتنا من الدول الصغيرة نسبياً بين دول العالم، إلاّ أنها تمكنت من أن تصنع لنفسها سمعة طيبة ومكانة كبيرة في فترة وجيزة، حتى أصبحت المؤتمرات العالمية تقام في الدوحة بعد أن كان العالم لا يعرفون مكان قطر في خريطة العالم، وهذا الشيء يعد مفخرة لنا ولحكومتنا التي تسعى للارتقاء بالدولة والنهوض بالمواطن.
لنعد إلى موضوع مقالي هذا فما كنت أريد أن أتحدث عن الشوارع والخناقات المرورية لأنها أصبحت من سمات هذه السنة الميلادية 2006 ولكن ما أردت النقاش حوله هو: من الذي سوف يسكن في هذه المباني بعد انتهاء الآسياد؟ وبمعنى آخر: هل سوف يأتي إلينا مقيمون جدد ليشغلوا تلك المساكن؟ ولماذا كل هذا؟ هل تريد الدولة زيادة عدد السكان؟
إذن نحن نعاني فعلياً من قلة عدد السكان وأعني المواطنين، وهذا النقص في رأيي يرجع إلى سببين:
الأول: إحجام الكثير من الشباب عن الزواج لعدة أسباب.
الثاني: نقص عدد الذكور عن الإناث.
وحتى يكون الكلام منطقياً، فيجب أن نتاول كل سبب بشيء من التوضيح.
أما بالنسبة للسبب الأول وهو إحجام الكثير من الشباب عن الزواج أو تأخرهم في الزواج، فقد يرجع ذلك لعدة أسباب من بينها:
1- عدم ثقة بعض الشباب في الفتيات كزوجات وذلك يرجع إلى العلاقات التي تنشأ بين الشباب والبنات من جراء الإنترنت، وهذه المشكلة عانى منها المجتمع في السنوات الأخيرة، ولا بد للمسؤولين من إيجاد حل جذري لها، حيث إن أغلب المواقع التي تحوي على غرف الدردشة أصبحت أوكاراً للتغرير بالفتيات.
2- عدم مقدرة الكثير من الشباب على تكاليف الزواج وتبعاته من مهر وتجهيز البيت وما إلى ذلك، ومن الممكن حل هذه المشكلة بإنشاء صناديق الزواج لإقراض الشباب مع تسهيلات في الدفع، وأيضاً يستطيع بعض رجالات القبائل والعوائل التقليل من المهور بحيث لا تتجاوز (20,000) ريال قطري، وأعتقد أن هذا المبلغ يناسب وليس فيه انتقاص من قدر المرأة أو مكانة عائلتها.
3- إحجام بعض الشباب عن مصاهرة بعض العوائل الكبيرة، وهنا أستطيع أن أعطي مثلاً لإحدى العائلات المرموقة وقد عنست فيه البنت وثلاثة من عماتها، وكنا مرة في أحد اللقاءات مع أحد الشخصيات التي تربطهم علاقة مصاهرة مع تلك العائلة فسألته: هل تقدم لأولئك الفتيات شباب وتم رفضهم جميعاً بدعوى أنهم ليسوا أكفاء لهم؟ فأجابني: بالعكس لم يتجرأ أحد على التقدم إليهن لأنه يقول في نفسه: ومن أكون أنا حتى أصاهر تلك العائلة؟ إذن هناك مشكلة في الفوارق الطبقية والاجتماعية بين بعض العوائل وأعتقد أن الأمور الآن أصبحت أكثر سهولة.
وإذا تناولنا السبب الثاني وهو نقص عدد الذكور عن الإناث، فهذا في حقيقة الحال يرجع إلى سببين لا ثاني لهما:
1- وفاة الكثير من الشباب في الحوادث المرورية، وأعني الحوادث الناشئة عن السرعة الزائدة والتهور في القيادة، وهنا تقع المسؤولية على جهتين: الآباء الذين لا يلتفتون إلى أبنائهم وتراهم منشغلين بأمور الدنيا المختلفة، وكذلك وزارة الداخلية التي يجب أن تشدد على السرعة ولا سيما خارج المدن أي في الطرق السريعة، حيث تصل سرعة بعض الشباب المتهورين إلى (200) كم في الساعة وهو ما يؤدي إلى الموت في حالة الاصطدام.
2- وفاة بعض الشباب في الاستعراضات أعني التي يقومون بها في سيلين ومنطقة الكثبان الرملية في مسيعيد، فما يقوم به بعض المتهورين من تحد لإثبات الرجولة ما هو إلا إثبات لتمكن الشيطان منهم، وإلا فإن أي عاقل يدرك أن هذا التحدي لا محالة يؤدي إلى العجز التام ( الشلل ) ويؤدي إلى الوفاة في الغالب. وهنا أيضاً أطالب الجهات المختصة في وزارة الداخلية لوضع حد لتلك التهورات والتصرفات الشيطانية التي لا طائل من ورائها سوى حرقة قلوب الوالدين وتفجعهما على ابنهما، ولا شك أن في ذلك خسارة من جميع النواحي.
خلاصة الكلام: إن الأمور التي ذكرتها سابقاً قد قرأنا مثلها الكثير وسوف نقرأ أمثالاً لها في المستقبل، طالما أن شبابنا يضيعون أنفسهم بأيديهم ويلقون بأيديهم إلى التهلكة، ومن الواجب علينا النصح وبيان السلبيات والأضرار التي تنشأ عن قلة الوعي والتهور، حتى لا يأتي اليوم الذي نجد فيه أنفسنا دولة رجالها ليسوا من أبنائها!
تعليق