فان باستن (اسطورة كرة القدم)
الاسم: ماركو فان باستن
تاريخ الميلاد: 31 تشرين الاول/اكتوبر1964
الاندية: اياكس امستردام والميلان
57 مشاركة دولية
انجازاته
1982: بطل هولندا
1983: بطل هولندا
كاس هولندا
1985: بطل هولندا
1986: كاس هولندا
1987: كاس هولندا
1988: بطل ايطاليا
بطل اوروبا للامم
الكرة الذهبية الاوروبية
1989: بطل اوروبا للاندية ابطال الدوري
الكرة الذهبية الاوروبية
1990: بطل ايطاليا
بطل اوروبا للاندية ابطا الدوري
1992: بطل ايطاليا
الكرة الذهبية الاوروبية
1993: بطل ايطاليا
=========================
يبقى تاريخ كرة القدم يحتفظ بيوم 25 حزيران/يونيو 1988، ومعه تحتفظ ذاكرة المتتبعين بهدف من طراز خالص سجله لاعب هولندي اسمه ماركو فان باستن في مرمى المنتخب الاتحاد السوفياتي سابقا في المباراة النهائية لبطولة الامم الاوروبية التي اقيمت على الملعب الاولمبي في ميونيخ وانتهت بفوز المنتخب "البرتقالي" باللقب للمرة الاولى في تاريخه.
عندما مرر موهرن من الجهة اليسرى كرة عرضية داخل المنطقة، لم يكن احد يتخيل ان باستطاعة اي مهاجم مهما بلغت حرفنته في استثمارها لانها كانت عالية وبعيدة عن المرمى، بيد ان فان باستن سددها على الطائر بطريقة ولا اروع ليسكنها الزاوية البعيدة لمرمى الحارس العملاق رينات داساييف.
حتى فان باتسن نفسه لم يصدق انه سجل هدفا اعتبر الاجمل في تاريخ نهائيات كاس الام الاوروبية.
ولد فان باستن في 31 تشرين الاول/اكتوبر 1964 في اوتريخت من عائلة ميسورة، ابوه كان لاعب كرة قدم محترف انهى مشواره في هذه المدينة، قبل ان يتجه الى التجارة.
اما امه فكانت احدى افضل لاعبات جيلها في رياضة الجمباز.ويدين فان باستن كثيرا لامه في صقل مواهبه منذ الصغر، ويعترف بافضالها عليه قائلا "ادين بالكثير لامي، والفضل يعود اليها في تلقيني سرعة البديهة، واختيار الوقت المناسب، وكذلك في التمركز".
اكتشف مبكرا من مسؤولي نادي اياكس امستردام العريق، الذين لم يتاخروا في ضمه الى الفريق، وبدأ مسيرته مع الفريق الاول وهو في السابعة عشرة وبالتحديد في 3 نيسان/ابريل 1982 ضد نيميغن ضمن الدوري المحلي.
ويصف فان باستن بدايته مع الفريق الاول قائلا "مضى على بدايتي مع الفريق الثاني 8 اشهر، وفي صفوفه سجلت عددا لا بأس به من الاهداف، فاختارني المدرب آد دو موس لاكون احتياطيا في هذه المباراة، وكنت سعيدا جدا."
كان اياكس متقدما بهدفين، عندما اشار المدرب دو موس الى الشاب فان باستن، طالبا منه القيام بالتسخين استعدادا للدخول مكان نجم هولندا الاول اللاعب الاسطورة يوهان كرويف، وعندما اشار لماركو بالدخول لم يصدق ابن السابعة عشر ما يحدث له، فحلمه بدا يتحقق، بل اكثر من ذلك سيكون بديلا لمثله الاعلى على الميدان، الذي لطالما حلم برؤيته فقط عندما كان طفلا، وها هو الحلم يتحقق.
ومن هنا بدات مسيرة اللاعب الاحترافية حيث تمكن بعد دخوله من تسجيل هدف، وفي غرف الملابس تقدم كرويف من فان باستن وهمس له مبتسما "ستذهب بعيدا في ميدان كرة القدم".
ومنذ ذلك الحين، بدأت العلاقة بين الشاب فان باستن والنجم كرويف تتوطد، وتحولت شيئا فشيئا الى علاقة صداقة حميمة، وقال نجم هولندا فيما بعد "ادين بكل شيء الى كرويف" بينما قال لاعب اياكس جوني فانت شيب معلقا على هذه العلاقة "كان فان باستن يملك دائما الموهبة، لكن كرويف اضاف له الباقي".
بعدها سطع نجم ماركو محليا، وتألق بتتويجه لاربعة مواسم متتالية كهداف للدوري، وتمكن من تسجيل 123 هدفا في 129 هدفا مع اياكس، محطما كل ارقام من سبقوه في البطولة الهولندية.
غير انه وبرغم تألقه ضمن ناديه، خاصة بعد عودة كرويف الى اياكس امستردام كمدرب وتتويجه بلقب كاس الكؤوس الاوروبية، الا ان اسم فان باستن بقي يتداول محليا فقط، ولم يستطع تجاوز حدود بلاده.
ولم يبدأ بروز فان باستن الا بعد طلاقه مع كرويف صيف 1987، عندما تعاقد نادي ميلان الايطالي مع النجم رود خوليت، حيث نصح الاخير رئيس النادي سيلفيو برلوسكوني بالتعاقد مع رأس حربة اياكس فان باستن.
واستمع برلوسكوني لنصيحة النجم القادم، وتعاقد مع فان باستن، غير ان رئيس النادي الايطالي ندم في الاول اشد الندم على هذه الصفقة، بعدما اجريت عمليتين جراحيتين على كاحلي اللاعب الهولندي بداية خريف السنة ذاتها، ما اجبره للخلود الى الراحة لمدة ستة اشهر، ثم سجل اول عودة له الى الملاعب في اخر الموسم في مباراة ناديه بنابولي، عندها تمكن من تسجيل هدف اهدى به لقب السكوديتو الى الميلان.
برغم ذلك بقي اسم فان باستن مقترنا بالدوري الهولندي، ولم يستطع البروز بين اسماء اللاعبين الذين يصنعون احداث اغلى واقوى دوري في العالم.وكان لزاما على فان باستن الذهاب الى المانيا برفقة منتخب بلاده للمشاركة في بطولة امم اوروبا عام 1988.
ولم يكن مدرب المنتخب الهولندي رينوس ميكيلز ينوي اقحام فان باستن كلاعب اساسي في هذه البطولة، برغم المجهود المضني الذي يقوم به هذا اللاعب في التدريبات.ولعبت هولندا اولى مبارياتها امام الاتحاد السوفياتي، ومنيت بهزيمة (صفر-1)، بعدها طالب كرويف الناقد في احدى الصحف المحلية بضرورة اشراك فان باستن.وتلقى المدرب رسالة النجم الهولندي الكبير بوضوح، وطبق النصيحة مباشرة حيث اقحم فان باستن اساسيا في المباراة الثانية الصعبة امام انكلترا
وتالق ماركو في هذه المباراة وتمكن من تسجيل ثلاثة اهداف مقابل هدف انكليزي، مهديا الفوز لمنتخب بلاده، ومثبتا للجميع جدارته باللعب في صفوف المنتخب، وصحة اقوال كرويف.
عندها تحول فان باستن وبين عشية وضحاها من نجم محلي جالس على مقاعد الاحتياط الى نجم عالمي، وبطل قومي في انظار الهولنديين.
وتاهل المنتخب الهولندي الى الدور نصف النهائي بعد تغلبه على منتخب جمهورية ايرلندا (1-صفر).مباراة الدور نصف النهائي في هذه البطولة كانت صورة طبق الاصل، لنهائي كأس العالم 1974 في ميونيخ عندما هزمت المانيا الغربية رفقاء كرويف (2-1) وحرمتهم من اللقب العالمي.
بعد 14 عاما اعاد التاريخ نفسه وكانت الفرصة للهولنديين للثأر من الالمان وفي عقر دارهم، ومثل ما حصل في ميونيخ عام 1974 كان افتتاح التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة 54، لكن هذه المرة لصالح الالمان، وبعد مرور 19 دقيقة احتسب الحكم ركلة جزء لهولندا وجاء هدف التعادل منها كذلك مثل ما حصل في المباراة النهائية في كأس العالم.
وفي الدقيقة 88 وعندما كانت المباراة تلفظ انفاسها الاخيرة والكل ينتظر احتكام المنتخبين الى الوقت الاضافي، مرر يان فوترز كرة امامية لفان باستن، الذي تمكن من دخول منطقة الجزاء وبرغم مضايقته من المدافع يورغن كولر، نجح في تسديد كرة زاحفة خدعت الحارس ايكه ايميل محققا امال زملائه في الثأر من الالمان ومانحا لهم التأهل الى المباراة النهائية.
والتقى زملاء فان باستن في المباراة النهائية في 25 جزيران/يونيو في ميونيخ المنتخب السوفياتي الذي فاز عليه في الدور الاول، وبعد مرور نصف ساعة من صافرة البداية تمكن خوليت من منح التقدم لهولندا بتسديدة رأسية.وفي الدقيقة 57 نجح فان باستن في تسجيل هدف ولا اروع عندما تلقى كرة عرضية فتحة من موهرن، بتسديدة على الطائر ابهرت العالم اجمع وقضت على امال السوفيات في ادراك التعادل.
بعد خوضه اربع مباريات وتسجيله خمسة اهداف، صار المهاجم الهولندي نجما كبيرا، واصبح يبث الرعب بين مدافعي "الكالتشيو" واوروبا معا، لان الموسمين اللذين تليا بطولة امم اوروبا كانا مثمرين لفان باستن، وتمكن خلالهما من حصد القاب عدة، فتوج بلقب كاس الاندية الاوروبية ابطال الدوري (دوري الابطال حاليا) مرتين، ونال لقب هداف الكالتشيو مرتين متتاليتين ايضا.كما قاد ميلان الى نيل اللقب المحلي عام 1992، وخلال هذا العام نال فان باستن الكرة الذهبية الثالثة له محققا رقما قياسيا، وصار بذلك ميلان بقيادة فان باستن سيد القارة العجوز لعدة مواسم.
غير ان لعنة الاصابة لم تسمح لهذا المهاجم البارع، من مواصلة ابداعاته على الميادين الخضراء، وكانت المباراة النهائية لكأس اوروبا للاندية ابطال الدوري عام 1993 امام مرسيليا الفرنسي في ميونيخ والتي خسرها ميلان (صفر-1)، اخر ظهور لفان باستن، الذي استسلم بعد عملية جراحية في كاحله في 6 حزيران جوان 1993، ووضع حدا لحياته الرياضية كلاعب اعتبر الأشهر في زمانه ..
و يعتقد ابرز المحللين الرياضيين أنه لولا اصابته المؤثرة لكان اشهر من مارادونا الان و ربما قد توفق على استاذه كرويف ..
الان هو مدرب المنتخب الهولندي الأول و هو يقود المنتخب نحو التأهل الى نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا و بجدارة و استحقاق حيث يتصدر مجموعته ..
فهل يحقق باستن كمدرب ما عجز عن تحقيقه كلاعب ؟
الأيام القادمة كفيلة للاجابة عن هذا السؤال مصحوبة بالامل للفوز بالكأس الأغلى ..
كأس العالم ...
أرجو أن أكون قد وفقت في كتابة ما يمكن كتابته عن هذا الأسطورة الخالدة ...
فمهما كتبت فلن أستطيع ان اوفيه حقه ابدا.
تحياتي بوسنيده
:67:
تعليق