عرف أنصار المنتخب السعودي الذين توافدوا الى المانيا لمساندة منتخب بلادهم خيبة الأمل مجدداً بعدما اختتم "الصقور الخضر" مشاركتهم في المونديال بخسارة ثانية أمام منتخب اسبانيا في مدينة كايزر سلاوترن التي شهدت تدفق آلاف السعوديين الذين قدموا من بلادهم والبلدان الاوروبية المجاورة لتحميس منتخبهم في مباراة لم تكن لتغير من ترتيب المنتخب السعودي في مجموعته.
واكتظت مدرجات ملعب كايزر سلاوترن الجمعة الماضي بنحو خمسة آلاف مشجع سعودي وصلوا باكراً الى المدينة الصغيرة الواقعة على الحدود الألمانية – الفرنسية بواسطة حافلات نقلتهم من فرانكفورت وميونخ والمدن السويسرية والفرنسية والايطالية لتشجيع منتخبهم الذي خاض مباراته الأخيرة دون أن يكرم وفادة أنصاره بنتيجة توازي تطلعاتهم.
ولم تكن المدرجات حكراً على الشبان بل أن كثير من العائلات السعودية تمكنت من الحصول على تذاكر المباراة والدخول الى الملعب لتشجيع المنتخب السعودي الذي لم يكلف لاعبوه أنفسهم عناء التوجه الى المدرجات عقب المباراة لتحية أنصارهم وتقديم الشكر على حضورهم بكثافة الى الملعب!.
وتقول أم عبدالرحمن التي جأت من فرانكفورت مع طفلتيها لحضور المباراة أنها حصلت على تذاكر المباراة عقب معاناة مع مكتب السفر والسياحة الذي تتعامل معه من أجل أن تشاهد منتخب بلادها وهو يرفع العلم السعودي في كأس العالم :" عانيت حتى حصلت على تذاكر المباراة, وللأسف لم يكن المنتخب السعودي في حال جيدة وخرج خاسراً أمام اسبانيا .. لعب المنتخب بمستوى جيد في الشوط الثاني, لكنني غير راضية عن النتائج وتمنيت أنني لم أحضر المباراة".
ويعتبر احمد الجهني أن مشاركة السعودية في مونديال 2006 لم تختلف كثيراً عن ظهوره الباهت في المونديال السابق في كوريا الجنوبية واليابان :" تنقلت من ميونخ الى هامبورغ وكايزر سلاوترن لمشاهدة مباريات المنتخب الثلاث, وكنت أنتظر أن نمسح الصورة الباهتة التي كان عليها اللاعبون في مونديال 2002, ولكن للأسف الأمر ازداد سوءاً والهزائم الثقيلة مازالت تطارد المنتخب السعودي .. أعتقد أن تغييراً لا بد وأن يحدث في الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يجب أن يعترف بتقصيره طوال السنوات الأربع الماضية".
ويضيف الجهني :" كنت أخطط لقضاء اجازتي كاملة في المانيا إلا أن هزائم المنتخب التي شهدتها المدن الالمانية الثلاث جعلتني اعتزم الرحيل الى فرنسا لاكمال ما تبقى من اجازتي بعيداً عن الذكريات المرّة في المانيا !".
بيد أن الصحافي السعودي خالد الدماك يرى أن منتخب بلاده ظهر بمستوى جيد في المباراة وكاد أن يحقق نتيجة ايجابية لولا أن المدرب البرازيلي باكيتا ارتكب هفوة لا تغتفر بالاستغناء عن لاعب الوسط حسين عبدالغني في الشوط الثاني :" لم تكن مهمة المنتخب السعودي سهلة لكنه ظهر في أفضل حال وأدى لاعبوه مستوى جيد وحاولوا أقصى مالديهم أمام المرمى الاسباني .. لا أرى مبرراً للإنفعال من الجمهور والصحافة ضد المنتخب الذي لعب مباراة قوية ضد تونس واسبانيا .. هناك أخطاء ولكن يجب التعامل معها بواقعية وبعيداً عن الانفعال".
ويؤكد ثامر السيهاتي (13 عاماً) أنه حزين على خسارة المنتخب السعودي وخروجه من الدور الأول :" حضرت مع عائلتي الى كايزر سلاوترن لتشجيع المنتخب السعودي, لكنني فوجئت بأن مستوى اللاعبين لم يتطور وطريقة المدرب لم تتحسن .. أعتقد أن براعة الحارس مبروك زايد في المباريات الثلاث كفت المنتخب السعودي شر الخسارة بنتائج ثقيلة".
وعرفت المطارات الألمانية ومحطات القطار في المدن الكبرى رحيل الكثير من السياح السعوديين بعدما حضروا الى المانيا قبل نحو اسبوعين لمساندة منتخب بلادهم في المونديال. وفضل كثير منهم الغاء اجازته في المانيا وتحويلها الى سويسرا وفرنسا بعيداً عن صخب المونديال وغلاء الاسعار الذي تعرفه المدن الالمانية حالياً.
تعليق