خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
الزوجة المجاهدة" خديجة بنت خويلد'"أول نساء الرسول (صلى الله عليه وسلم)
سيدة نساء العالمين في زمانها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسدية
. تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة، نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها قومها في الجاهلية بالطاهرة
وهي أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وأول من آمن به وهي التي آزرته وصدقته عندما كذبته قريش وعادته.
مواقفها العظيمة إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم لنصر دين الله أكثر من أن تعد أو تحتويها نبذة كهذه وأكتفي هنا بذكر موقفها عندما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم بما حدث له في الغار عندما
أوحي إليه أول مرة. روى الإمام البخاري في صحيحه وغيره عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه عندما رجع رسول الله صلى الله وسلم أول ما أوحي إليه من غار حراء فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع،
فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت : خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا،
إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به
خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد - ابن عم خديجة- وكان امرؤاً تنصر في الجاهلية فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال لها: يا ابن أخي ماذا ترى؟
فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى (أي في الغار). فقال ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟
قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا .
وطابت نفسه صلى الله عليه وسلم بما سمع . وعلم من الوهلة الأولى أن للدعوة أعباء وتكاليف ، وأن هذه
هي سنة الله في أنبيائه والداعين إليه , فليلقى في سبيل دعوته الخالصة لرب العالمين كل ماعند المشركين من أذى وأضطهاد .
وكانت خديجة أول من آمن بالله وبرسوله ودخلت في الأسلام ، ووقفت الزوجه المحبه المؤمنة إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم . الزوج الحبيب تنصرة وتشد من أزرة وتعينه على أحتمال أقسى ضروب الأذى
والأضطهاد ، فخفف الله بذلك عن نبيه فإنه لايسمع شيئاً مما يكره من ردٍ عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته وتخفف عليه وتصدقه وتهون أمر الناس عليه
وأخذت آيات القرآن تترى وتتابع ، } يأيها المدثر قم فأنذر ، وربك فكبر ، وثيابك فطهر ، والرجز فاهجر ، ولاتمنن تستكثر ، ولربك فأصبر {
ومن ذلك الحين بدأ الرسول الكريم حياه جديده حافله بالبركات والمشقات وأخبر زوجته المؤمنه بإن عهد النوم الراحه قد أنتهى ، وأخذت خديجة رضي الله عنها تدعو إلى الأسلام بجانب زوجها عليه الصلاة والسلام بالقول والعمل
وكان أول تلك الثمار مولاها زيد وبناتها الأربع رضوان الله عليهم أجمعين
وبدأت المحن القاسيه على المسلمين من مختلف الأشكال والصور ، ووقفت خديجة كالجبل الأشم ثباتاً وأصراراً وهي تتمثل قول الله تعالى ::
} الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون { العنكبوت(2)
"* واختار الله أبناها القاسم وعبد الله وهما في سن الطفوله فصبرت واحتسبت
* ورأت بعينها أول شهيده بالاسلام سميه بنت خباط وهي تعاني سكرات الموت على أيدي الطغاه حتى أسلمت الروح لخالقها
عزيزه كريمه
* وودعت أبنتها وفلذه كبدها رقيه زوجه عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي تهاجر إلى الحبشه
فراراً بدينها من أذى المشركين
* ورأت وعاصرت كل الفترات العصيبه المليئة بالأهوال والكفاح ولم يعرف اليأس إلى قلب المجاهده سبيلاً فهي تتمثل في كل لحظة قول الله تبارك وتعالى} لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا
الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور {آل عمران(186)
* وشاهدت قبل ذلك كله مواقف زوجها الصادق الأمين وهو يدعوا الى الله متعرضا لكل أنواع البلاء صابراً
محتسباً يزداد مع المحن صبراً وصلابه ويرفض كل العروض المغريه الرخيصه وهو يساوم على عقيدته ويقسم ذلك القسم في ذلك الموقف الذي لم تعرف له البشريه مثيلاً في الأصرار على الحق وعدم التنازل ولو قيد أنمله ،
" والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه "
وهكذا كانت السيده المجاهده خديجة تستمد من زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم السلوى وأروع آيات التثبيت على الإيمان
لذلك نجدها عندما أعلنت قريش مقاطعتها للمسلمين لتحاصرهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وسجلت مقاطعتها في صحيفة علقت في جوف الكعبه ولم تتردد في الوقوف المسلمين في شعب أبي طالب متخلية عن دارها الحبيبة لتقضي هنالك في الشعب ثلاثة سنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من صحبه وقومه على عنت الحصار وجبروت الوثنيه العاتيه إلى أن تهاوى الحصار أمام الإيمان الصادق والعزيمة التي لاتعرف الكلل وقد بذلت السيده خديجة في هذه المحنه كل مابقي لديها وهي في الخامسه والستين من عمرها وبعد انهيار الحصار بسته أشهر مات أبو طالب
ثم توفيت المجاهده المحتسبه رضي الله عنها وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين ، وتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلاك خديجه وكانت له وزير صدق على الإسلام
وهكذا ذهبت النفس المطمئنه إلى ربها عند إنتها الأجل المحتوم ، وبعد أن ضربت أروع النماذج وأصدقها في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله فكانت بحق الزوجه الحكيمة التي تقدر الأمور حق قدرها وتبذل من العطاء مافيه أرضاء لله ولرسوله وبذلك استحقت أن تبلغ من ربها السلام حيث أتى جبريل عليه السلام رسول الله فقال: هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. فلما جاءت خديجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها:إن الله يقرأ على خديجة السلام. قالت: خديجة بنت خويلد إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام.
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد "
فارض اللهم عن خديجة بنت خويلد السيده الطاهرة والزوجه الوفية الصادقه والمؤمنة المجاهدة في سبيل دينها بكل ما تملك من عرض الدنيا وجزاها اللهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
اخوكم الصغيرون
:59: صــ جرووح ــاحب :59:
الزوجة المجاهدة" خديجة بنت خويلد'"أول نساء الرسول (صلى الله عليه وسلم)
سيدة نساء العالمين في زمانها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسدية
. تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة، نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها قومها في الجاهلية بالطاهرة
وهي أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وأول من آمن به وهي التي آزرته وصدقته عندما كذبته قريش وعادته.
مواقفها العظيمة إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم لنصر دين الله أكثر من أن تعد أو تحتويها نبذة كهذه وأكتفي هنا بذكر موقفها عندما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم بما حدث له في الغار عندما
أوحي إليه أول مرة. روى الإمام البخاري في صحيحه وغيره عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه عندما رجع رسول الله صلى الله وسلم أول ما أوحي إليه من غار حراء فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع،
فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت : خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا،
إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به
خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد - ابن عم خديجة- وكان امرؤاً تنصر في الجاهلية فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال لها: يا ابن أخي ماذا ترى؟
فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى (أي في الغار). فقال ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟
قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا .
وطابت نفسه صلى الله عليه وسلم بما سمع . وعلم من الوهلة الأولى أن للدعوة أعباء وتكاليف ، وأن هذه
هي سنة الله في أنبيائه والداعين إليه , فليلقى في سبيل دعوته الخالصة لرب العالمين كل ماعند المشركين من أذى وأضطهاد .
وكانت خديجة أول من آمن بالله وبرسوله ودخلت في الأسلام ، ووقفت الزوجه المحبه المؤمنة إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم . الزوج الحبيب تنصرة وتشد من أزرة وتعينه على أحتمال أقسى ضروب الأذى
والأضطهاد ، فخفف الله بذلك عن نبيه فإنه لايسمع شيئاً مما يكره من ردٍ عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته وتخفف عليه وتصدقه وتهون أمر الناس عليه
وأخذت آيات القرآن تترى وتتابع ، } يأيها المدثر قم فأنذر ، وربك فكبر ، وثيابك فطهر ، والرجز فاهجر ، ولاتمنن تستكثر ، ولربك فأصبر {
ومن ذلك الحين بدأ الرسول الكريم حياه جديده حافله بالبركات والمشقات وأخبر زوجته المؤمنه بإن عهد النوم الراحه قد أنتهى ، وأخذت خديجة رضي الله عنها تدعو إلى الأسلام بجانب زوجها عليه الصلاة والسلام بالقول والعمل
وكان أول تلك الثمار مولاها زيد وبناتها الأربع رضوان الله عليهم أجمعين
وبدأت المحن القاسيه على المسلمين من مختلف الأشكال والصور ، ووقفت خديجة كالجبل الأشم ثباتاً وأصراراً وهي تتمثل قول الله تعالى ::
} الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون { العنكبوت(2)
"* واختار الله أبناها القاسم وعبد الله وهما في سن الطفوله فصبرت واحتسبت
* ورأت بعينها أول شهيده بالاسلام سميه بنت خباط وهي تعاني سكرات الموت على أيدي الطغاه حتى أسلمت الروح لخالقها
عزيزه كريمه
* وودعت أبنتها وفلذه كبدها رقيه زوجه عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي تهاجر إلى الحبشه
فراراً بدينها من أذى المشركين
* ورأت وعاصرت كل الفترات العصيبه المليئة بالأهوال والكفاح ولم يعرف اليأس إلى قلب المجاهده سبيلاً فهي تتمثل في كل لحظة قول الله تبارك وتعالى} لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا
الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور {آل عمران(186)
* وشاهدت قبل ذلك كله مواقف زوجها الصادق الأمين وهو يدعوا الى الله متعرضا لكل أنواع البلاء صابراً
محتسباً يزداد مع المحن صبراً وصلابه ويرفض كل العروض المغريه الرخيصه وهو يساوم على عقيدته ويقسم ذلك القسم في ذلك الموقف الذي لم تعرف له البشريه مثيلاً في الأصرار على الحق وعدم التنازل ولو قيد أنمله ،
" والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه "
وهكذا كانت السيده المجاهده خديجة تستمد من زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم السلوى وأروع آيات التثبيت على الإيمان
لذلك نجدها عندما أعلنت قريش مقاطعتها للمسلمين لتحاصرهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وسجلت مقاطعتها في صحيفة علقت في جوف الكعبه ولم تتردد في الوقوف المسلمين في شعب أبي طالب متخلية عن دارها الحبيبة لتقضي هنالك في الشعب ثلاثة سنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من صحبه وقومه على عنت الحصار وجبروت الوثنيه العاتيه إلى أن تهاوى الحصار أمام الإيمان الصادق والعزيمة التي لاتعرف الكلل وقد بذلت السيده خديجة في هذه المحنه كل مابقي لديها وهي في الخامسه والستين من عمرها وبعد انهيار الحصار بسته أشهر مات أبو طالب
ثم توفيت المجاهده المحتسبه رضي الله عنها وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين ، وتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلاك خديجه وكانت له وزير صدق على الإسلام
وهكذا ذهبت النفس المطمئنه إلى ربها عند إنتها الأجل المحتوم ، وبعد أن ضربت أروع النماذج وأصدقها في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله فكانت بحق الزوجه الحكيمة التي تقدر الأمور حق قدرها وتبذل من العطاء مافيه أرضاء لله ولرسوله وبذلك استحقت أن تبلغ من ربها السلام حيث أتى جبريل عليه السلام رسول الله فقال: هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. فلما جاءت خديجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها:إن الله يقرأ على خديجة السلام. قالت: خديجة بنت خويلد إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام.
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد "
فارض اللهم عن خديجة بنت خويلد السيده الطاهرة والزوجه الوفية الصادقه والمؤمنة المجاهدة في سبيل دينها بكل ما تملك من عرض الدنيا وجزاها اللهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
اخوكم الصغيرون
:59: صــ جرووح ــاحب :59:
تعليق