مشاركة: خلق الإنسان من طين في ضوء القرآن
وبحكم هذه القوانين تحتفظ الغابة في تربتها أو في أحيائها بمعظم ما امتصته الأجيال المتعاقبة من أوراق من طاقة الشمس وما امتصته البكتريا من نيتروجين الجو، وما ثبته البرق من هذا النيتروجين، وما أنزلته السحب من ماء وتراب، وما أتت به الأنهار والسيول من ماء وصلصال وثروات معدنية، وبذا تصير الغابات مخازن هائلة للصلصال والأملاح والطاقة والمواد العضوية ونتاج عمل الحياة وكل كائناتها عبر أزمان طويلة. وحتى إذا احترقت بعض أجزاء الغابة أو فسدت بسبب كارثة ما فإنها لا تلبث حتى تصلح ذاتياً وإن طال الزمن.
تبدأ المشاكل مع ظهور الإنسان وأنعامه، ولا تكون المشكلة بذات شأن طالما عاش الناس في مناطق الحشائش والمروج عيشة طبيعية : تعود بقاياهم وبقايا حيواناتهم كلها إلى الأرض فلا تكاد التربة تفقد شيئاً. في هذه الحالات يكون عدد السكان قليلاً وحياتهم بسيطة سوية ويكون الاستهلاك معتدلاً والإصلاح ذاتياً بل إن الترقي يحدث تلقائياً.
في المجتمع الزراعي التجاري، الذي يقوم بتصدير محصولاته والذي يستهويه بعد ذلك الثراء والترف والإسراف، تفقد الأرض أملاحها وتفقد النباتات ما صنعته إذ يرسل بعيداً عن المنطقة. ويزداد الأمر سواء مع ما يقود إليه الإسراف والترف من البحث عن المال بإجهاد الأرض وتكليفها ما لا تطيق، وتصدر مع المحاصيل لحوم النعام وألبانها وأصوافها وعظامها، أي أملاح التربة وموادها العضوية.. يزرع المسرفون الأرض أكثر من مرة في العام وتروى صناعياً وبكثرة من المياه الجوفية أو الماء الآتي مع الأنهار من مصادر بعيدة، فيفلت الزراع بعد ذلك من حكم نظام المطر الذي يجبرهم على الاعتدال والتراوح بين الترف والشظف. وزيادة الري والمصارف تزيح كثيراً من أملاح التربة بعيداً عنها لتصل في النهاية إلى المحيطات والبحيرات البعيدة.
تنشأ قريباً من هذه المجتمعات المدن بمصانعها ومتاجرها وتزاحم سكانها، ثم تزحف على الأرض الزراعية فتنتقص من مساحتها ويؤخذ طينها وصلصالها ليحول إلى طوب وأواني فخارية بإحراقه، ويقل عدد الذين يخدمون الأرض، وتقل الثروة الحيوانية التي تخدم الأرض كذلك، فتبدأ التربة في التدهور. وهنا يحتاج الزارعون إلى علوم الزراعة والعناية بالأرض وإلى التسميد ووقاية النبات ويحتاجون إلى حسن اختيار ما يزرعون وإلى تحديد الكميات. وسوف يجد المفكرون منهم أنهم يحتاجون ـ أكثر ما يحتاجون ـ إلى محاسبة أنفسهم خطأ في التقييم أو الحكم ـ أم هي أخطاء يسلم بعضها إلى بعض في دورة شريرة مفزعة.
(.. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك * قال إني أعلم ما لا تعلمون )(البقرة/30)، (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين)(فصلت/10)، صدق الله العظيم.
وبحكم هذه القوانين تحتفظ الغابة في تربتها أو في أحيائها بمعظم ما امتصته الأجيال المتعاقبة من أوراق من طاقة الشمس وما امتصته البكتريا من نيتروجين الجو، وما ثبته البرق من هذا النيتروجين، وما أنزلته السحب من ماء وتراب، وما أتت به الأنهار والسيول من ماء وصلصال وثروات معدنية، وبذا تصير الغابات مخازن هائلة للصلصال والأملاح والطاقة والمواد العضوية ونتاج عمل الحياة وكل كائناتها عبر أزمان طويلة. وحتى إذا احترقت بعض أجزاء الغابة أو فسدت بسبب كارثة ما فإنها لا تلبث حتى تصلح ذاتياً وإن طال الزمن.
تبدأ المشاكل مع ظهور الإنسان وأنعامه، ولا تكون المشكلة بذات شأن طالما عاش الناس في مناطق الحشائش والمروج عيشة طبيعية : تعود بقاياهم وبقايا حيواناتهم كلها إلى الأرض فلا تكاد التربة تفقد شيئاً. في هذه الحالات يكون عدد السكان قليلاً وحياتهم بسيطة سوية ويكون الاستهلاك معتدلاً والإصلاح ذاتياً بل إن الترقي يحدث تلقائياً.
في المجتمع الزراعي التجاري، الذي يقوم بتصدير محصولاته والذي يستهويه بعد ذلك الثراء والترف والإسراف، تفقد الأرض أملاحها وتفقد النباتات ما صنعته إذ يرسل بعيداً عن المنطقة. ويزداد الأمر سواء مع ما يقود إليه الإسراف والترف من البحث عن المال بإجهاد الأرض وتكليفها ما لا تطيق، وتصدر مع المحاصيل لحوم النعام وألبانها وأصوافها وعظامها، أي أملاح التربة وموادها العضوية.. يزرع المسرفون الأرض أكثر من مرة في العام وتروى صناعياً وبكثرة من المياه الجوفية أو الماء الآتي مع الأنهار من مصادر بعيدة، فيفلت الزراع بعد ذلك من حكم نظام المطر الذي يجبرهم على الاعتدال والتراوح بين الترف والشظف. وزيادة الري والمصارف تزيح كثيراً من أملاح التربة بعيداً عنها لتصل في النهاية إلى المحيطات والبحيرات البعيدة.
تنشأ قريباً من هذه المجتمعات المدن بمصانعها ومتاجرها وتزاحم سكانها، ثم تزحف على الأرض الزراعية فتنتقص من مساحتها ويؤخذ طينها وصلصالها ليحول إلى طوب وأواني فخارية بإحراقه، ويقل عدد الذين يخدمون الأرض، وتقل الثروة الحيوانية التي تخدم الأرض كذلك، فتبدأ التربة في التدهور. وهنا يحتاج الزارعون إلى علوم الزراعة والعناية بالأرض وإلى التسميد ووقاية النبات ويحتاجون إلى حسن اختيار ما يزرعون وإلى تحديد الكميات. وسوف يجد المفكرون منهم أنهم يحتاجون ـ أكثر ما يحتاجون ـ إلى محاسبة أنفسهم خطأ في التقييم أو الحكم ـ أم هي أخطاء يسلم بعضها إلى بعض في دورة شريرة مفزعة.
(.. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك * قال إني أعلم ما لا تعلمون )(البقرة/30)، (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين)(فصلت/10)، صدق الله العظيم.
تعليق