بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.........................أما بعد
هذه الحلقة الأولى: http://9q9q.com/March/1141596905.doc
هذه الحلقة الثانية من سلسلة (مالايسع المسلم جهله)
فلازلنا أخي بارك الله فيك و رحمنا الله وإياك في مبحث توحيد الألوهية ولعلك تتذكر معي معنى توحيد الألوهية أو توحيد العبادة وهو : إفراد الله سبحانه وتعالى بالعباده , بمختلف أنواعها..........
فإذا عرفت هذا فما هو تعريف العبادة.....
س8 عرف العباده؟
ج8 العباده كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية هي : أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقول و الأفعال الظاهرة و الباطنه.
س9 أذكربعض أنواع العباده مستدلا على ذلك بالكتاب أو السنه؟
ج9 تمهيد: الإستدلال أن فعلا ما عباده يكون بطريقتين:
الأولى تكون عبر مرحلتين:
أ- ذكر دليل على أن صرف أي نوع من أنواع العباده لغير الله شرك
ب- ثم ذكر دليل أن هذا الفعل المعين عباده
الطريقة الثانية:
- تكون بذكر آيه وحده أو حديث واحد يدل على أن فعل ما عباده وصرفه لغير الله شرك.
أولا: الخوف:
وهو أنواع بحسب صرفه لغير الله:
أ- صرفه لغير الله شرك وهو أن تخاف غير الله بما لا بقدر عليه إلى الله ويسمى خوف السر كما يحصل عند أصحاب المشاهد و القبور بحيث يخاف أحدهم من صاحب القبر أن يصيبه بلاء ما أو مصيبه لشيء في نفسه , وهذا لا يقدر عليه إلى الله , وهو مقصدنا.
ب- الخوف الجبلي: أي أن الله خلقك على الخوف من أشياء مثل حية أو أسد........ إلخ وهذا النوع جائز
ج-خوف معصيه : وهو مثل الخوف من أداء عبادة مفترضه بحيث يكون في مجلس ما ويخاف أن يذهب يصلي مثلا بسبب من في المجلس.
الدليل:قوله تعالى (فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنيين)
وجه الإستدلال : أولا الإستدلال أن الخوف عباده قوله تعالى(وخافوني) أمر من الله سبحانه بخوفه وحده دون غيره وهذا يدل على حبه له ورضاه عن فاعله وقد مر علينا تعريف العباده بأنها اسم لكل ما يحبه الله به من الأقول و الأفعال.......إلخ فيكون الخوف عبادة لأنه يرضاه الله ويحبه.
ثا نيا: الدليل أن صرفها لغير الله شرك به وكفر قوله تعالى (إن كنتم مؤمنين) فجعل سبحانه و تعالى الخوف منه وحده دون غيره شرط لتحقق الإيمان , أي من خاف غير الله مع الله أودون الله غير مؤمن , أي كافر
ثانيا: التوكل : والتوكل عباده قلبيه لله عز وجل وحقيقته انه يقوم على امرين:
الاول تفويض الامر الي الله عز وجل
والثاني عدم رؤية السبب بعد عمله
الدليل قوله تعالى (وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين )
وجه الدلالة: هو تقديم ماحقه التأخيرفي قوله تعالى(وعلى الله فتوكلوا) حيث أن الأصل (فتوكلوا على الله) وتقديم ماحقه التأخير يدل على الحصر و القصر كما يقول علماء المعاني , فيدل على حصر التوكل على الله فقط دون غيره.
وقوله تعالى ( ان كنتم مؤمنين ) فيه أن الله سبحانه جعل شرط تحقيق الايمان لمن توكل عليه وحده اي أن من توكل على غيره فهو كافر.
ثالثا: الذبح : الذبح عباده لله عز وجل وحقيقتها إراقة دم الحيوان المتقرب به إلى الله.
الدليل قوله تعالى ( انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر )
وجه الدلاله قوله تعالى ( فصلي لربك وانحر ) فيه امر من الله بالنحر فيدل على حبه سبحانه النحر له وقد مر علينا تعريف العباده أنها اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه
فاذا عرفت هذا فأعلم ان صرفه-اي الذبح- لغير الله شرك كغيرها من العبادات لقوله تعالى(ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)
وجه الدلالة: (ومن يدع مع الله) و الدعاء في القرآن و في الغة يأتي بمعنيين:
الأول: دعاء مسألة هو الدعاء الذي يدعو به العبد ربه مثل قول الرجل ياربي ادخلني الجنه وهذا النوع صرفه لغير الله شرك الثاني: دعاء عبادة مثل الصلاة والزكاة وسائر العبادات سميت دعاء لأن لسان حال فاعلها يقول ياربي تقبلها مني وادخلني بها الجنه وهذا النوع صرفه لغير الله شرك أيضاً
- وفي هذه الايه جاء لفظ الدعاء مطلقا ولم يقيد بأي من النوعين فيشمل الأثنين لأن الإقتصار على نوع دون نوع تحكم في النص بغير دليل وهذا لايجوز
قوله تعالى(إنه لا يفلح الكافرون) يدل عل تكفير من يدعُ ويعبد غير الله ومنها بالطبع الذبح.
رابعا: الاستغاثه : وهي عباده لله عز وجل وحقيقتها طلب الغوث و النجاة
الدليل قوله تعالى ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )
وجه الدلاله : ان الله عز وجل ذكر المستغيثون في معرض المدح فيدل على حبه للاستغاثه ورضاه بها وقد مر علينا تعريف العباده انها كل مايحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال .....
فإذا عرفت أن الإستغاثة عبادة , فعلم أنها داخلة في قوله تعالى(ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)
وجه الدلالة : كما مر معنا سابقاً أن الدعاء في القرآن و اللغة يشتمل على نوعين دعاء مسأله و دعاء عباده وفي هذه الآيه يشمل الإثنين لأنه لم يقيد بنوع معين , ولإستغاثة من دعاء العبادة فكل من استغاث غير الله صدقت عليه آخر الآية السابقة ( إنه لا يفلح الكافرون) فيكون كافرا بنص الآية
خامسا النذر : هو عباده لله عز وجل وحقيقته ايجاب المرء على نفسه شيئا لم يجب عليه
وهو نوعين :
الاول نذر مقيد وهو ان يلزم الانسان على نفسه شيئا ما لله عز وجل بمقابل مثل قول الرجل ان شفى الله مريضي فعليه لله عمره
الثاني نذر مطلق : وهو ان يلزم الانسان على نفسه شيئا ما لله عز وجل دون مقابل مثل قول الرجل لله علي عمره
الدليل على أن النذرعبادة قوله تعالى(يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)
وجه الإستدلال:أن الله سبحانه ذكر الذين يوفون بالنذر في معرض المدح فيستدل بهذا على رضا الله وحبه للذين يوفون بالنذر وقد مر علينا تعريف العبادة أنها أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه.........إلخ
ملاحظة هامة:وردت أحاديث في كراهة النذر فكيف يوفق بينها وبين الأحاديث التي يمدح فيها الله الذين يوفون بالنذر , مثل حديث (قال الله عز وجل لا ياتي النذر على ابن آدم بشيء لم أقدره عليه ولكنه شيء أستخرج به من البخيل يؤتيني عليه ما لا يؤتيني على البخل . وفي رواية ما لم يكن آتاني من قبل ] .
( صحيح )
الجواب من وجهين
الأول: أن النذر نوعان كما قررنا سابقاً فالنذر المقيد هو المكروه لأن العبد لا يقوم به إلا بشرط ولا شرط عل الله سبحانه فكأنه يقول إن فعل الله كذا فعلت وإن لم يفعل لن أفعل هذا لا يليق مع الله عز وجل وبخل في طاعة الله لذا قال الله في الحديث السابق(ولكنه شيء أستخرج به من البخيل)
الثاني: أن النذر المكروه فعله هو النذر الذي يريد فاعله أن يرد فيه قدر أو أن يقدر له شيء لم يكن قدر له لذلك (لا ياتي النذر على ابن آدم بشيء لم أقدره عليه)
بعكس النذر المطلق الذي ليس فيه هذه النية فهو مرغوب و محبوب إلى الله سبحانه و تعالى.
سادسا : الدعاء: الدعاء عباده عظيمة لله عز وجل لا يجوز صرفها لغير الله
الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (الدعاء هو العبادة)
وجه الدلاله: أنه إذا كان الدعاء عباده بنص الحديث فيكون صرف هذا النوع من العباده لغير الله شرك لقوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)
وجه الدلالة: (ومن يدع مع الله) و الدعاء في القرآن و في الغة يأتي بمعنيين:
الأول: دعاء مسألة هو الدعاء الذي يدعو به العبد ربه مثل قول الرجل ياربي ادخلني الجنه وهذا النوع صرفه لغير الله شرك الثاني: دعاء عبادة مثل الصلاة والزكاة وسائر العبادات سميت دعاء لأن لسان حال فاعلها يقول ياربي تقبلها مني وادخلني بها الجنه وهذا النوع صرفه لغير الله شرك أيضاً
- وفي هذه الايه جاء لفظ الدعاء مطلقا ولم يقيد بأي من النوعين فيشمل الأثنين لأن الإقتصار على نوع دون نوع تحكم في النص بغير دليل وهذا لايجوز
قوله تعالى(إنه لا يفلح الكافرون) يدل عل تكفير من يدعُ أو يعبد غير الله وهنا نحن نتكلم عن دعاء المسألة فهو داخل في تكفير من يتوجه به لغير الله سبحانه.
وهناك نوع من الدعاء يجوز صرفه لغير الله ويجب أن يتوفر في المدعو شروط :
1- القدرة على الشيء المطلوب منه, أما إذا طلب منه الولد أو دخول الجنة مثلاً فقد جعله نداً لله
2-أن يكون حياً
3-أن يكون موجوداً , أما إذا دعى شخص غير موجود فيلزم من ذلك أنه يعتقد منه تصرف في الكون و علم الغيب وهذا خاص بالله
4-يسمع
إنتهت الحلقة الثانية...................... أسأل الله أن ينفع بها الجميع , ومن كانت عنده ملاحظه فلا يبخل بها علي فإني صائر إلى الحق بإذن الله
مستفاد من شرح الأصول الثلاثة للشيخ:صالح آل الشيخ
هذه الحلقة الأولى: http://9q9q.com/March/1141596905.doc
هذه الحلقة الثانية من سلسلة (مالايسع المسلم جهله)
فلازلنا أخي بارك الله فيك و رحمنا الله وإياك في مبحث توحيد الألوهية ولعلك تتذكر معي معنى توحيد الألوهية أو توحيد العبادة وهو : إفراد الله سبحانه وتعالى بالعباده , بمختلف أنواعها..........
فإذا عرفت هذا فما هو تعريف العبادة.....
س8 عرف العباده؟
ج8 العباده كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية هي : أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقول و الأفعال الظاهرة و الباطنه.
س9 أذكربعض أنواع العباده مستدلا على ذلك بالكتاب أو السنه؟
ج9 تمهيد: الإستدلال أن فعلا ما عباده يكون بطريقتين:
الأولى تكون عبر مرحلتين:
أ- ذكر دليل على أن صرف أي نوع من أنواع العباده لغير الله شرك
ب- ثم ذكر دليل أن هذا الفعل المعين عباده
الطريقة الثانية:
- تكون بذكر آيه وحده أو حديث واحد يدل على أن فعل ما عباده وصرفه لغير الله شرك.
أولا: الخوف:
وهو أنواع بحسب صرفه لغير الله:
أ- صرفه لغير الله شرك وهو أن تخاف غير الله بما لا بقدر عليه إلى الله ويسمى خوف السر كما يحصل عند أصحاب المشاهد و القبور بحيث يخاف أحدهم من صاحب القبر أن يصيبه بلاء ما أو مصيبه لشيء في نفسه , وهذا لا يقدر عليه إلى الله , وهو مقصدنا.
ب- الخوف الجبلي: أي أن الله خلقك على الخوف من أشياء مثل حية أو أسد........ إلخ وهذا النوع جائز
ج-خوف معصيه : وهو مثل الخوف من أداء عبادة مفترضه بحيث يكون في مجلس ما ويخاف أن يذهب يصلي مثلا بسبب من في المجلس.
الدليل:قوله تعالى (فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنيين)
وجه الإستدلال : أولا الإستدلال أن الخوف عباده قوله تعالى(وخافوني) أمر من الله سبحانه بخوفه وحده دون غيره وهذا يدل على حبه له ورضاه عن فاعله وقد مر علينا تعريف العباده بأنها اسم لكل ما يحبه الله به من الأقول و الأفعال.......إلخ فيكون الخوف عبادة لأنه يرضاه الله ويحبه.
ثا نيا: الدليل أن صرفها لغير الله شرك به وكفر قوله تعالى (إن كنتم مؤمنين) فجعل سبحانه و تعالى الخوف منه وحده دون غيره شرط لتحقق الإيمان , أي من خاف غير الله مع الله أودون الله غير مؤمن , أي كافر
ثانيا: التوكل : والتوكل عباده قلبيه لله عز وجل وحقيقته انه يقوم على امرين:
الاول تفويض الامر الي الله عز وجل
والثاني عدم رؤية السبب بعد عمله
الدليل قوله تعالى (وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين )
وجه الدلالة: هو تقديم ماحقه التأخيرفي قوله تعالى(وعلى الله فتوكلوا) حيث أن الأصل (فتوكلوا على الله) وتقديم ماحقه التأخير يدل على الحصر و القصر كما يقول علماء المعاني , فيدل على حصر التوكل على الله فقط دون غيره.
وقوله تعالى ( ان كنتم مؤمنين ) فيه أن الله سبحانه جعل شرط تحقيق الايمان لمن توكل عليه وحده اي أن من توكل على غيره فهو كافر.
ثالثا: الذبح : الذبح عباده لله عز وجل وحقيقتها إراقة دم الحيوان المتقرب به إلى الله.
الدليل قوله تعالى ( انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر )
وجه الدلاله قوله تعالى ( فصلي لربك وانحر ) فيه امر من الله بالنحر فيدل على حبه سبحانه النحر له وقد مر علينا تعريف العباده أنها اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه
فاذا عرفت هذا فأعلم ان صرفه-اي الذبح- لغير الله شرك كغيرها من العبادات لقوله تعالى(ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)
وجه الدلالة: (ومن يدع مع الله) و الدعاء في القرآن و في الغة يأتي بمعنيين:
الأول: دعاء مسألة هو الدعاء الذي يدعو به العبد ربه مثل قول الرجل ياربي ادخلني الجنه وهذا النوع صرفه لغير الله شرك الثاني: دعاء عبادة مثل الصلاة والزكاة وسائر العبادات سميت دعاء لأن لسان حال فاعلها يقول ياربي تقبلها مني وادخلني بها الجنه وهذا النوع صرفه لغير الله شرك أيضاً
- وفي هذه الايه جاء لفظ الدعاء مطلقا ولم يقيد بأي من النوعين فيشمل الأثنين لأن الإقتصار على نوع دون نوع تحكم في النص بغير دليل وهذا لايجوز
قوله تعالى(إنه لا يفلح الكافرون) يدل عل تكفير من يدعُ ويعبد غير الله ومنها بالطبع الذبح.
رابعا: الاستغاثه : وهي عباده لله عز وجل وحقيقتها طلب الغوث و النجاة
الدليل قوله تعالى ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )
وجه الدلاله : ان الله عز وجل ذكر المستغيثون في معرض المدح فيدل على حبه للاستغاثه ورضاه بها وقد مر علينا تعريف العباده انها كل مايحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال .....
فإذا عرفت أن الإستغاثة عبادة , فعلم أنها داخلة في قوله تعالى(ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)
وجه الدلالة : كما مر معنا سابقاً أن الدعاء في القرآن و اللغة يشتمل على نوعين دعاء مسأله و دعاء عباده وفي هذه الآيه يشمل الإثنين لأنه لم يقيد بنوع معين , ولإستغاثة من دعاء العبادة فكل من استغاث غير الله صدقت عليه آخر الآية السابقة ( إنه لا يفلح الكافرون) فيكون كافرا بنص الآية
خامسا النذر : هو عباده لله عز وجل وحقيقته ايجاب المرء على نفسه شيئا لم يجب عليه
وهو نوعين :
الاول نذر مقيد وهو ان يلزم الانسان على نفسه شيئا ما لله عز وجل بمقابل مثل قول الرجل ان شفى الله مريضي فعليه لله عمره
الثاني نذر مطلق : وهو ان يلزم الانسان على نفسه شيئا ما لله عز وجل دون مقابل مثل قول الرجل لله علي عمره
الدليل على أن النذرعبادة قوله تعالى(يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)
وجه الإستدلال:أن الله سبحانه ذكر الذين يوفون بالنذر في معرض المدح فيستدل بهذا على رضا الله وحبه للذين يوفون بالنذر وقد مر علينا تعريف العبادة أنها أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه.........إلخ
ملاحظة هامة:وردت أحاديث في كراهة النذر فكيف يوفق بينها وبين الأحاديث التي يمدح فيها الله الذين يوفون بالنذر , مثل حديث (قال الله عز وجل لا ياتي النذر على ابن آدم بشيء لم أقدره عليه ولكنه شيء أستخرج به من البخيل يؤتيني عليه ما لا يؤتيني على البخل . وفي رواية ما لم يكن آتاني من قبل ] .
( صحيح )
الجواب من وجهين
الأول: أن النذر نوعان كما قررنا سابقاً فالنذر المقيد هو المكروه لأن العبد لا يقوم به إلا بشرط ولا شرط عل الله سبحانه فكأنه يقول إن فعل الله كذا فعلت وإن لم يفعل لن أفعل هذا لا يليق مع الله عز وجل وبخل في طاعة الله لذا قال الله في الحديث السابق(ولكنه شيء أستخرج به من البخيل)
الثاني: أن النذر المكروه فعله هو النذر الذي يريد فاعله أن يرد فيه قدر أو أن يقدر له شيء لم يكن قدر له لذلك (لا ياتي النذر على ابن آدم بشيء لم أقدره عليه)
بعكس النذر المطلق الذي ليس فيه هذه النية فهو مرغوب و محبوب إلى الله سبحانه و تعالى.
سادسا : الدعاء: الدعاء عباده عظيمة لله عز وجل لا يجوز صرفها لغير الله
الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (الدعاء هو العبادة)
وجه الدلاله: أنه إذا كان الدعاء عباده بنص الحديث فيكون صرف هذا النوع من العباده لغير الله شرك لقوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)
وجه الدلالة: (ومن يدع مع الله) و الدعاء في القرآن و في الغة يأتي بمعنيين:
الأول: دعاء مسألة هو الدعاء الذي يدعو به العبد ربه مثل قول الرجل ياربي ادخلني الجنه وهذا النوع صرفه لغير الله شرك الثاني: دعاء عبادة مثل الصلاة والزكاة وسائر العبادات سميت دعاء لأن لسان حال فاعلها يقول ياربي تقبلها مني وادخلني بها الجنه وهذا النوع صرفه لغير الله شرك أيضاً
- وفي هذه الايه جاء لفظ الدعاء مطلقا ولم يقيد بأي من النوعين فيشمل الأثنين لأن الإقتصار على نوع دون نوع تحكم في النص بغير دليل وهذا لايجوز
قوله تعالى(إنه لا يفلح الكافرون) يدل عل تكفير من يدعُ أو يعبد غير الله وهنا نحن نتكلم عن دعاء المسألة فهو داخل في تكفير من يتوجه به لغير الله سبحانه.
وهناك نوع من الدعاء يجوز صرفه لغير الله ويجب أن يتوفر في المدعو شروط :
1- القدرة على الشيء المطلوب منه, أما إذا طلب منه الولد أو دخول الجنة مثلاً فقد جعله نداً لله
2-أن يكون حياً
3-أن يكون موجوداً , أما إذا دعى شخص غير موجود فيلزم من ذلك أنه يعتقد منه تصرف في الكون و علم الغيب وهذا خاص بالله
4-يسمع
إنتهت الحلقة الثانية...................... أسأل الله أن ينفع بها الجميع , ومن كانت عنده ملاحظه فلا يبخل بها علي فإني صائر إلى الحق بإذن الله
مستفاد من شرح الأصول الثلاثة للشيخ:صالح آل الشيخ
تعليق