[align=center]**قبـل الـوفـاة ، آخــر شـيء للـرسـول صلى الله عليه وسلم كــان حـجـة الــوداع
وبـعــدهــا نـــــزل قـــــول الله عز وجل:
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكـم الإسـلام دينـاً )
فبـكـى أبوبـكـر الصـديـق عـنــد سـمـاعـه هـــذه الآيـــة، فقالوا له: مايبكيك يا أبابكر إنها آيـة مثـل كـل آيـة نزلـت علـى الرسـول. فـــقـــال: هذا نعي رسول الله.
وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقبل الوفاة بـ 9 أيام نزلـت آخـر آية مـن القـرآن: ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمـون) .
وبـــدأ الـوجــع يـظـهـر عـلــى الـرســول صلى الله عليه وسلم فــقــال:
( أريد أن أزور شهداء أحد ) فذهب إلى شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال:
( السلام عليكم يا شهداء أحد ، أنتم السابقـون وإنـا إن شـاء الله بكـم لاحقـون ,
وإنــــــي إن شـــاء الله بكم لاحق).
وأثـنـاء رجـوعـه مـــن الـزيــارة بـكــى رســـول الله صلى الله عليه وسلم
قـالــوا: مــــا يـبـكـيـك يــــا رســــول الله ؟ قــــال:
( اشتقت إلى إخوانـي ) ، قالـوا: أولسنـا إخوانـك يـا رسـول الله ؟ قـال:
( لا, أنتم أصحابي ، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يرونـي ).
وعـــاد الــرســول صلى الله عليه وسلم.
وقــبــل الــوفــاة بـ 3 أيــــام بـدأ الوجـع يشتـد عليـه وكـان فـي بيـت السـيـدة ميمـونـة، فـقـال:( اجمـعـوا زوجـاتـي ) ، فجمـعـت الـزوجـات ، فـقــال الـنـبـي :( أتـأذنــون لـــي أن أمـــرض فـــي بــيــت عـائـشــة ؟ ) فقلـن : أذن لــك يــا رســول الله، فــأراد أن يـقـوم فـمـا استـطـاع. فجـاء علـي بـن أبـي طالـب والفضـل بـن العـبـاس فحـمـلا النـبـي وخرجـا بـه مـن حجـرة السيـدة ميمونـة إلى حجـرة السيـدة عائـشـة، فرآه الصحابه عاى هذا الحال لأول مرة .. فيبدأ الصحابـه فـي السـؤال بهلـع: مــاذا حـــل بـرســول الله؟ مـــاذا حـــل بـرســول الله؟
فتجمـع الـنـاس فــي المسـجـد وامـتـلأ وتـزاحـم الـنـاس علـيـه، فـبــدأ الـعــرق يتـصـبـب مـــن الـنـبـي صلى الله عليه وسلم بـغــزارة, فقالت السيدة عائشة: لم أر في حياتـي أحـداً يتصبـب عرقـاً بهـذا الشكـل.
فتـقـول: كـنـت آخــذ بـيـد النـبـي وأمـسـح بـهــا وجـهــه, لأن يــد النـبـي أكـــرم وأطـيــب مـــن يـــدي. وتـقــول: فأسـمـعـه يـقــول: ( لا إلـــه إلا الله ، إن لـلـمـوت لـسـكــرات ).
فتـقـول الـسـيـدة عـائـشـة: فـكـثـر الـلـغـط ( أي الـحـديـث ) فـي المسجـد إشفاقـاً علـى الرسـول صلى الله عليه وسلم، فـقـال النـبـي: مـاهـذا ؟ فقالـوا: يارسـول الله، يخافـون عليـك . فقـال: ( احملونـي إليـهـم ).
فأراد أن يقوم فما استطاع، فصبوا عليـه 7 قـرب مـن المـاء حتـي يفيـق.
فحمل النبي وصعد إلى المنبر.
آخر خطبة لرسـول الله وآخـر كلمـات لـه
فـقـال النـبـي صلى الله عليه وسلم: ( أيـهـا الـنـاس ، كأنـكـم تخـافـون عـلـي )
فــقــالــوا: نـــعـــم يـــارســـول الله . فـــقــــال: ( أيـهــا الـنــاس ، مـوعـدكـم مــعــي لــيــس الـدنـيــا، موعدكم معي عند الحـوض .. والله لكأنـي أنظـر إليـه مـن مقامـي هـذا. أيـهــا الـنــاس ، والله مـــا الـفـقــر أخــشــى عـلـيـكـم ولكني أخشى عليكـم الدنيـا أن تنافسوهـا كمـا تنافسهـا الذيـن مـن قبلكـم، فـتـهــلــكــكــم كـمـا أهــلــكــتــهــم ) .
ثـم قـال أيهـا النـاس ، الله الله فـي الصـلاة ، الله الله فــي الـصـلاة ) بمعـنـى أستحلفـكـم بالله العظـيـم أن تحافـظـوا عـلــى الـصــلاة، وظـل يرددهـا ، ثـم قـال : ( أيهـا النـاس، اتقـوا الله فــي النـسـاء، اتـقــوا الله فـــي الـنـسـاء، اوصـيـكـم بالـنـسـاء خـيــرًا. ثم قال: ( أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عنـد الله )
فـلــم يـفـهـم أحـــد قـصــده مـــن هــــذه الـجـمـلـة، وكـان يقصـد نفسـه، سيدنـا أبوبكـر هـو الوحيـد الـذي فـهـم هــذه الجملة، فانفجر بالبكاء وعلا نحيبـه، ووقـف وقاطـع النبـي صلى الله عليه وسلم وقـال:فديـنـاك بآبائـنـا ، فـديـنـاك بأمهـاتـنـا ، فـديـنـاك بـأولادنــا فديـنـاك بأزواجـنـا ، فديـنـاك بأمـوالـنـا.
وظـــل يـرددهــا فنـظـر الـنـاس إلــى أبابـكـر ، كـيــف يـقـاطـع الـنـبـي صلى الله عليه وسلم، فـأخــذ الـنـبـي صلى الله عليه وسلم يـدافــع عـــن أبـي بـكـر قــائــلاً :
( أيـــهـــا الـــنــــاس، دعـــــــوا أبــا بــكـــر، فمـا منكـم مـن أحـد كـان لـه عندنـا مـن فضـل إلا كافـأنـاه بــه إلا أبابكر لـم أستطـع مكافأتـه، فتركـت مكافأتـه إلـى الله عـز وجـل، كـل الأبـواب إلـي المسجـد تسـد إلا بـاب أبوبـكـر لا يـسـد أبــداً.
وأخــيـــراً قــبـــل نــزولـــه مـــــن الـمـنـبــر بدأ الرسول بالدعـاء للمسلميـن قبـل الوفـاه كآخـر دعـوات لهـم ، فقـال:
( آواكــم الله ، حفظـكـم الله ، نصـركـم الله ، ثبتـكـم الله ، أيـدكـم الله )
.. وآخر كلمة قالها ، آخر كلمة موجهة للأمة من على منبره قبل نزولـه ، قـال:
( أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتـي إلـى يـوم القيامـة ) .
وحــمـــل مـــــرة أخـــــرى إلى بيته ،وهو هناك دخل عليـه عبـدالرحمـن بـن أبـي بكـر وفـي يـده سـواك، فظل النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبـه مـن شـدة مرضـه.
ففـهـمـت الـسـيـدة عـائـشــة مــــن نــظــرة الـنـبــي، فأخـذت السـواك مـن عبـدالرحمـن ووضعـتـه فــي فــم النـبـي فلم يـســتــطــع أن يــســتـــاك به ،
فأخذتـه مـن الـنبـي وجعـلـت تليـنـه بفمـهـا وردتــه للنـبـي صلى الله عليه وسلم
مــرة أخـــرى حـتــي يـكــون طـريــاً عـلـيـه فـقـالـت:كــان آخــر شـيء دخــل جــوف النـبـي صلى الله عليه وسلم هــو ريـقـي، فكان من فضل الله علي أن جمع بيـن ريقـي وريـق النبـي قبـل أن يمـوت.
تـــــقـــــول الـــســـيــــدة عـــائـــشــــة: ثــــم دخلت فـاطــمــة بــنـــت الـنــبــي صلى الله عليه وسلم، فـلمـا دخـلـت بـكـت ، لأن النـبـي صلى الله عليه وسلم لــم يستـطـع الـقـيـام، لأنه كـان يقبلهـا بيـن عينيهـا كلمـا جـاءت إليـه .. فقـال النبـي صلى الله عليه وسلم:( ادنِ مـنــي يـــا فـاطـمـة ) فـحـدثـهـا الـنـبــي صلى الله عليه وسلم
فـي أذنهـا ، فبكـت أكثـر . فلمـا بـكـت قــال لـهـا النـبـي صلى الله عليه وسلم:
( ادن مني يـا فاطمـة ) فحدثهـا مـرة أخـرى فـي أذنهـا ، فضحكـت ....
بـعـد وفـاتـه سئـلـت مـــاذا قـــال لـــك الـنـبـي صلى الله عليه وسلم؟ فقالـت : قـال لـي فـي المـرة الأولـى: يـا فاطمـة ، إنـي ميـت الليلـة فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال يا فاطمة ، أنتي أول أهلي لحاقاً بـي ) فضحكـت.
تـــــقـــــول الـــســـيــــدة عـــائـــشــــة:ثــم قــال النـبـي: أخـرجـوا مـــن عـنــدي فـــي الـبـيـت ) وقــــال : ( ادن مــنـــي يـــــا عـائــشــة)
فــنــام الـنـبــي صلى الله عليه وسلم عــلــي صـــــدر زوجــتـــه، ويرفع يده للسمـاء ويقـول: بـل الرفيـق الأعلـى ، بـل الرفيـق الأعلـى ).
تـقــول الـسـيـدة عـائـشـة : فـعـرفـت أنــــه يـخـيــر.
سـيـدنـا جـبـريـل دخـــل عـلــى الـنـبـي صلى الله عليه وسلم وقــــال: يارسـول الله، ملـك المـوت بالـبـاب يسـتـأذن أن يـدخـل علـيـك، وما استأذن على أحد مـن قبلـك. فقـال النبـي إئذن لـه يـا جبريـل )، فــدخــل مــلـــك الــمـــوت عــلـــى الـنــبــي صلى الله عليه وسلم،وقـال: الـسـلام علـيـك يــا رســول الله، أرسلـنـي الله أخـيـرك، بيـن البقـاء فــي الدنـيـا وبـيـن أن تلـحـق بالله. فـقـال النـبـي:( بـــل الـرفـيـق الأعـلــى ، بـــل الـرفـيــق الأعــلــى ).
ووقـــف مـلــك الـمــوت عـنــد رأس الـنـبــي وقــــال:
أيـتـهـا الـــروح الطـيـبـة، روح مـحـمـد بـــن عــبــدالله، اخرجـي إلـى رضـا مـن الله ورضـوان ورب راض غيـر غضبـان ...
تـقــول الـسـيـدة عـائـشـة: فسـقـطـت يـــد الـنـبــي صلى الله عليه وسلم وثقـلـت رأســه فــي صــدري ، فعـرفـت أنــه قــد مـــات ...
فـــــلـــــم أدر مــــــــــا أفـــــعــــــل، فـمـا كـــان مـنــي غـيــر أن خـرجــت مـــن حـجـرتـي وفتـحـت بـابـي الــذي يـطـل عـلـي الـرجـال فــي المـسـجـد وأقــول: مــات رســـول الله ، مـــات رســـول الله .
تـقــول: فانفجـر المسجـد بالبكـاء . فهـذا عـلـي بــن أبــي طـالـب أقـعـد وهـذا عثمـان بـن عفـان كالصـبـي يـؤخـذ بـيـده يمـنـة ويـسـرة، وهـــذا عـمــر بـــن الـخـطـاب يـرفــع سـيـفـه ويـقــول:مـــن قـــال إنـه قـــد مات قـطـعــت رأسـه، إنـه ذهـب للقـاء ربـه كمـا ذهــب مـوسـى للـقـاء ربــه وسيـعـود، ويـقـتــل مــــن قـــــال إنـه قـد مات.
أمـا أثـبـت الـنـاس فـكـان أبوبـكـر الصـديـق رضــي الله عـنـه
دخــــل عــلـــي الـنــبــي واحـتـضـنــه وقـــــال:
وآآآ خـلـيـلاه ، وآآآ صـفـيـاه ، وآآآ حـبـيـبـاه ، وآآآ نـبـيــاه .
وقبـل النبـي وقـال : طبـت حيـاً وطـبـت ميـتـاً يــا رســول الله.
ثـــــــــــم خـــــــــــرج يـــــقــــــول:
مــن كــان يعـبـد مـحـمـداً فـــإن مـحـمـداً قـــد مـــات، ومـــن كـــان يـعـبـد الله فـــإن الله حـــي لا يــمــوت. ويـسـقـط الـسـيـف مـــن يـــد عـمــر بـــن الـخـطـاب، يــقـــول: فـعــرفــت أنــه قــد مات، ويقول: فخرجت أجري أبحث عـن مكـان أجلـس فيـه وحـدي لأبكـي وحـدي.
ودفــــن الـنـبــي صلى الله عليه وسلم. والـسـيــدة فـاطـمــة تــقـــول:
أطـابـت أنفسـكـم أن تحـثـوا الـتـراب عـلـى وجـــه الـنـبـي؟!
ووقفـت تنعـي النبـي وتقـول : يـا أبـتـاه، أجــاب ربــاً دعــاه، يـا أبتـاه، جنـة الفـردوس مـأواه، يـا أبتـاه، إلى جبريـل ننـعـاه.
مـــــــــنـــقول :98:[/align]
وبـعــدهــا نـــــزل قـــــول الله عز وجل:
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكـم الإسـلام دينـاً )
فبـكـى أبوبـكـر الصـديـق عـنــد سـمـاعـه هـــذه الآيـــة، فقالوا له: مايبكيك يا أبابكر إنها آيـة مثـل كـل آيـة نزلـت علـى الرسـول. فـــقـــال: هذا نعي رسول الله.
وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقبل الوفاة بـ 9 أيام نزلـت آخـر آية مـن القـرآن: ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمـون) .
وبـــدأ الـوجــع يـظـهـر عـلــى الـرســول صلى الله عليه وسلم فــقــال:
( أريد أن أزور شهداء أحد ) فذهب إلى شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال:
( السلام عليكم يا شهداء أحد ، أنتم السابقـون وإنـا إن شـاء الله بكـم لاحقـون ,
وإنــــــي إن شـــاء الله بكم لاحق).
وأثـنـاء رجـوعـه مـــن الـزيــارة بـكــى رســـول الله صلى الله عليه وسلم
قـالــوا: مــــا يـبـكـيـك يــــا رســــول الله ؟ قــــال:
( اشتقت إلى إخوانـي ) ، قالـوا: أولسنـا إخوانـك يـا رسـول الله ؟ قـال:
( لا, أنتم أصحابي ، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يرونـي ).
وعـــاد الــرســول صلى الله عليه وسلم.
وقــبــل الــوفــاة بـ 3 أيــــام بـدأ الوجـع يشتـد عليـه وكـان فـي بيـت السـيـدة ميمـونـة، فـقـال:( اجمـعـوا زوجـاتـي ) ، فجمـعـت الـزوجـات ، فـقــال الـنـبـي :( أتـأذنــون لـــي أن أمـــرض فـــي بــيــت عـائـشــة ؟ ) فقلـن : أذن لــك يــا رســول الله، فــأراد أن يـقـوم فـمـا استـطـاع. فجـاء علـي بـن أبـي طالـب والفضـل بـن العـبـاس فحـمـلا النـبـي وخرجـا بـه مـن حجـرة السيـدة ميمونـة إلى حجـرة السيـدة عائـشـة، فرآه الصحابه عاى هذا الحال لأول مرة .. فيبدأ الصحابـه فـي السـؤال بهلـع: مــاذا حـــل بـرســول الله؟ مـــاذا حـــل بـرســول الله؟
فتجمـع الـنـاس فــي المسـجـد وامـتـلأ وتـزاحـم الـنـاس علـيـه، فـبــدأ الـعــرق يتـصـبـب مـــن الـنـبـي صلى الله عليه وسلم بـغــزارة, فقالت السيدة عائشة: لم أر في حياتـي أحـداً يتصبـب عرقـاً بهـذا الشكـل.
فتـقـول: كـنـت آخــذ بـيـد النـبـي وأمـسـح بـهــا وجـهــه, لأن يــد النـبـي أكـــرم وأطـيــب مـــن يـــدي. وتـقــول: فأسـمـعـه يـقــول: ( لا إلـــه إلا الله ، إن لـلـمـوت لـسـكــرات ).
فتـقـول الـسـيـدة عـائـشـة: فـكـثـر الـلـغـط ( أي الـحـديـث ) فـي المسجـد إشفاقـاً علـى الرسـول صلى الله عليه وسلم، فـقـال النـبـي: مـاهـذا ؟ فقالـوا: يارسـول الله، يخافـون عليـك . فقـال: ( احملونـي إليـهـم ).
فأراد أن يقوم فما استطاع، فصبوا عليـه 7 قـرب مـن المـاء حتـي يفيـق.
فحمل النبي وصعد إلى المنبر.
آخر خطبة لرسـول الله وآخـر كلمـات لـه
فـقـال النـبـي صلى الله عليه وسلم: ( أيـهـا الـنـاس ، كأنـكـم تخـافـون عـلـي )
فــقــالــوا: نـــعـــم يـــارســـول الله . فـــقــــال: ( أيـهــا الـنــاس ، مـوعـدكـم مــعــي لــيــس الـدنـيــا، موعدكم معي عند الحـوض .. والله لكأنـي أنظـر إليـه مـن مقامـي هـذا. أيـهــا الـنــاس ، والله مـــا الـفـقــر أخــشــى عـلـيـكـم ولكني أخشى عليكـم الدنيـا أن تنافسوهـا كمـا تنافسهـا الذيـن مـن قبلكـم، فـتـهــلــكــكــم كـمـا أهــلــكــتــهــم ) .
ثـم قـال أيهـا النـاس ، الله الله فـي الصـلاة ، الله الله فــي الـصـلاة ) بمعـنـى أستحلفـكـم بالله العظـيـم أن تحافـظـوا عـلــى الـصــلاة، وظـل يرددهـا ، ثـم قـال : ( أيهـا النـاس، اتقـوا الله فــي النـسـاء، اتـقــوا الله فـــي الـنـسـاء، اوصـيـكـم بالـنـسـاء خـيــرًا. ثم قال: ( أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عنـد الله )
فـلــم يـفـهـم أحـــد قـصــده مـــن هــــذه الـجـمـلـة، وكـان يقصـد نفسـه، سيدنـا أبوبكـر هـو الوحيـد الـذي فـهـم هــذه الجملة، فانفجر بالبكاء وعلا نحيبـه، ووقـف وقاطـع النبـي صلى الله عليه وسلم وقـال:فديـنـاك بآبائـنـا ، فـديـنـاك بأمهـاتـنـا ، فـديـنـاك بـأولادنــا فديـنـاك بأزواجـنـا ، فديـنـاك بأمـوالـنـا.
وظـــل يـرددهــا فنـظـر الـنـاس إلــى أبابـكـر ، كـيــف يـقـاطـع الـنـبـي صلى الله عليه وسلم، فـأخــذ الـنـبـي صلى الله عليه وسلم يـدافــع عـــن أبـي بـكـر قــائــلاً :
( أيـــهـــا الـــنــــاس، دعـــــــوا أبــا بــكـــر، فمـا منكـم مـن أحـد كـان لـه عندنـا مـن فضـل إلا كافـأنـاه بــه إلا أبابكر لـم أستطـع مكافأتـه، فتركـت مكافأتـه إلـى الله عـز وجـل، كـل الأبـواب إلـي المسجـد تسـد إلا بـاب أبوبـكـر لا يـسـد أبــداً.
وأخــيـــراً قــبـــل نــزولـــه مـــــن الـمـنـبــر بدأ الرسول بالدعـاء للمسلميـن قبـل الوفـاه كآخـر دعـوات لهـم ، فقـال:
( آواكــم الله ، حفظـكـم الله ، نصـركـم الله ، ثبتـكـم الله ، أيـدكـم الله )
.. وآخر كلمة قالها ، آخر كلمة موجهة للأمة من على منبره قبل نزولـه ، قـال:
( أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتـي إلـى يـوم القيامـة ) .
وحــمـــل مـــــرة أخـــــرى إلى بيته ،وهو هناك دخل عليـه عبـدالرحمـن بـن أبـي بكـر وفـي يـده سـواك، فظل النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبـه مـن شـدة مرضـه.
ففـهـمـت الـسـيـدة عـائـشــة مــــن نــظــرة الـنـبــي، فأخـذت السـواك مـن عبـدالرحمـن ووضعـتـه فــي فــم النـبـي فلم يـســتــطــع أن يــســتـــاك به ،
فأخذتـه مـن الـنبـي وجعـلـت تليـنـه بفمـهـا وردتــه للنـبـي صلى الله عليه وسلم
مــرة أخـــرى حـتــي يـكــون طـريــاً عـلـيـه فـقـالـت:كــان آخــر شـيء دخــل جــوف النـبـي صلى الله عليه وسلم هــو ريـقـي، فكان من فضل الله علي أن جمع بيـن ريقـي وريـق النبـي قبـل أن يمـوت.
تـــــقـــــول الـــســـيــــدة عـــائـــشــــة: ثــــم دخلت فـاطــمــة بــنـــت الـنــبــي صلى الله عليه وسلم، فـلمـا دخـلـت بـكـت ، لأن النـبـي صلى الله عليه وسلم لــم يستـطـع الـقـيـام، لأنه كـان يقبلهـا بيـن عينيهـا كلمـا جـاءت إليـه .. فقـال النبـي صلى الله عليه وسلم:( ادنِ مـنــي يـــا فـاطـمـة ) فـحـدثـهـا الـنـبــي صلى الله عليه وسلم
فـي أذنهـا ، فبكـت أكثـر . فلمـا بـكـت قــال لـهـا النـبـي صلى الله عليه وسلم:
( ادن مني يـا فاطمـة ) فحدثهـا مـرة أخـرى فـي أذنهـا ، فضحكـت ....
بـعـد وفـاتـه سئـلـت مـــاذا قـــال لـــك الـنـبـي صلى الله عليه وسلم؟ فقالـت : قـال لـي فـي المـرة الأولـى: يـا فاطمـة ، إنـي ميـت الليلـة فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال يا فاطمة ، أنتي أول أهلي لحاقاً بـي ) فضحكـت.
تـــــقـــــول الـــســـيــــدة عـــائـــشــــة:ثــم قــال النـبـي: أخـرجـوا مـــن عـنــدي فـــي الـبـيـت ) وقــــال : ( ادن مــنـــي يـــــا عـائــشــة)
فــنــام الـنـبــي صلى الله عليه وسلم عــلــي صـــــدر زوجــتـــه، ويرفع يده للسمـاء ويقـول: بـل الرفيـق الأعلـى ، بـل الرفيـق الأعلـى ).
تـقــول الـسـيـدة عـائـشـة : فـعـرفـت أنــــه يـخـيــر.
سـيـدنـا جـبـريـل دخـــل عـلــى الـنـبـي صلى الله عليه وسلم وقــــال: يارسـول الله، ملـك المـوت بالـبـاب يسـتـأذن أن يـدخـل علـيـك، وما استأذن على أحد مـن قبلـك. فقـال النبـي إئذن لـه يـا جبريـل )، فــدخــل مــلـــك الــمـــوت عــلـــى الـنــبــي صلى الله عليه وسلم،وقـال: الـسـلام علـيـك يــا رســول الله، أرسلـنـي الله أخـيـرك، بيـن البقـاء فــي الدنـيـا وبـيـن أن تلـحـق بالله. فـقـال النـبـي:( بـــل الـرفـيـق الأعـلــى ، بـــل الـرفـيــق الأعــلــى ).
ووقـــف مـلــك الـمــوت عـنــد رأس الـنـبــي وقــــال:
أيـتـهـا الـــروح الطـيـبـة، روح مـحـمـد بـــن عــبــدالله، اخرجـي إلـى رضـا مـن الله ورضـوان ورب راض غيـر غضبـان ...
تـقــول الـسـيـدة عـائـشـة: فسـقـطـت يـــد الـنـبــي صلى الله عليه وسلم وثقـلـت رأســه فــي صــدري ، فعـرفـت أنــه قــد مـــات ...
فـــــلـــــم أدر مــــــــــا أفـــــعــــــل، فـمـا كـــان مـنــي غـيــر أن خـرجــت مـــن حـجـرتـي وفتـحـت بـابـي الــذي يـطـل عـلـي الـرجـال فــي المـسـجـد وأقــول: مــات رســـول الله ، مـــات رســـول الله .
تـقــول: فانفجـر المسجـد بالبكـاء . فهـذا عـلـي بــن أبــي طـالـب أقـعـد وهـذا عثمـان بـن عفـان كالصـبـي يـؤخـذ بـيـده يمـنـة ويـسـرة، وهـــذا عـمــر بـــن الـخـطـاب يـرفــع سـيـفـه ويـقــول:مـــن قـــال إنـه قـــد مات قـطـعــت رأسـه، إنـه ذهـب للقـاء ربـه كمـا ذهــب مـوسـى للـقـاء ربــه وسيـعـود، ويـقـتــل مــــن قـــــال إنـه قـد مات.
أمـا أثـبـت الـنـاس فـكـان أبوبـكـر الصـديـق رضــي الله عـنـه
دخــــل عــلـــي الـنــبــي واحـتـضـنــه وقـــــال:
وآآآ خـلـيـلاه ، وآآآ صـفـيـاه ، وآآآ حـبـيـبـاه ، وآآآ نـبـيــاه .
وقبـل النبـي وقـال : طبـت حيـاً وطـبـت ميـتـاً يــا رســول الله.
ثـــــــــــم خـــــــــــرج يـــــقــــــول:
مــن كــان يعـبـد مـحـمـداً فـــإن مـحـمـداً قـــد مـــات، ومـــن كـــان يـعـبـد الله فـــإن الله حـــي لا يــمــوت. ويـسـقـط الـسـيـف مـــن يـــد عـمــر بـــن الـخـطـاب، يــقـــول: فـعــرفــت أنــه قــد مات، ويقول: فخرجت أجري أبحث عـن مكـان أجلـس فيـه وحـدي لأبكـي وحـدي.
ودفــــن الـنـبــي صلى الله عليه وسلم. والـسـيــدة فـاطـمــة تــقـــول:
أطـابـت أنفسـكـم أن تحـثـوا الـتـراب عـلـى وجـــه الـنـبـي؟!
ووقفـت تنعـي النبـي وتقـول : يـا أبـتـاه، أجــاب ربــاً دعــاه، يـا أبتـاه، جنـة الفـردوس مـأواه، يـا أبتـاه، إلى جبريـل ننـعـاه.
مـــــــــنـــقول :98:[/align]
تعليق