بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وسلم – وبعد :
أيتها الفتاة المسلمه : التي تؤمن بالله رباً ، وبالاسلام ديناً وبحمداً –صلى الله عليه وسلم- نبياً ، وبالكتاب والسنه منهجاً .
يا فتاة الاسلام : يا من تعيشين في كنف ربك وتحت رحمة خالقك وتخضعين لأوامر بارئك ، ويا من تجتنبين نواهيه هل سألت نفسك يوماً هذه الأسئله ؟!
لماذا أتحجب ؟ وطاعة لمن ؟ وما معنى الحجاب ؟ وما شروطه ؟ أربعة أسئله يجدر بكل مسلمه أن تطرحها على نفسها ، وأن تعرف جوابها ، وأن تعمل بها بعد معرفة الأدله من الكتاب والسنه لتكون على بينه م أرمها.
أختي ... إن الفتاة المسلمه تتحجب لأنها تعلم أنه أمر من الله تعالى ، والله لا يأمر إلا بالخير لها وللبشرية جميعها ، وتدرك أن الحجاب عفه وشرف وكرامه لها ، وحفظ لماء وجهها من الأعين الخائنه والسهام المسمومه ، إذ أن المرأه غاليه لها مكانتها في الإسلام وبين المسلمين ، لذا وجب عليها أن تحافظ على نفسها بالحجاب والستر والعفاف.
أما المرأه عند الغرب وعملائهم من الإباحيين فهي سلعه رخيصه يستخدمونها في ملاذهم وشهواتهم ، حتى وصل الحال بهم إلى أن جعلوها دعايه يسوقون بها بضائعهم ، واسألي نفسك يا أخيه – لو رأوك غير لائقه الشكل أو كبيره السن – هل ستجدين من يضع صورتك على غلاف المجله لأنك امرأه مثقفه ؟! وهل ستجدين من يطلبك لتعملي مضيفه في طائره بحجة خدمتك للنساء ؟! وهل ستجدين من يساعدك لأنك امرأه ؟!
ولكن المرأه في الإسلام على العكس من ذلك تماماً ، فإن لها الاحترام والتقدير ، وتحترم حقوقها الشرعيه التي تحفظ لها كرامتها وعزها وشرفها ، فهي الأم المطاعه المقدره ، والزوجه والأخت الموقره ، وهي المدرسه الأولى للأجيال التي سترفع راية الأمه الإسلاميه إن شاء الله تعالى ، قال الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتها ** أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا ** بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذه الألى ** شغلت مآثرهن مدى الآفاق
والله خلق النساء ويعلم ما يصلحهن وما يفسدهن ، فلم يتركهن سدى ، بل أمرهن ونهاهن فيجب أن يسرن وفق الكتاب والسنه ، والله سبحانه وتعالى قد أمرك – ايتها المرأه- بالحجاب الذي هو طاعه لربك وخالقك ورازقك ، وأنت تعيشين في كنفه تحت سمائه وعلى أرضه فقال تعالى{وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }(الأحزاب:33) . وقال جل وعلا : {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونســـــاء المؤمنــــــين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفـــــن فلا يؤذين} (الأحزاب:59).
أختي المسلمه ... إنك حين تتحجبين إنما تقومين بامتثال أمر الله الذي له ما في السماوات والأرض ، وتقومين بعبادة خالقك : {ذلكم الله لا إله إلا هو خالق كلِ شئ فاعبدوه} (الأنعام : 102). والمرأه بالتزامها بحجابها ، إنما تمارس عبادة كالمصليه في محرابها .
واعلمي يا فتاة الإسلام أن الذي تنقادين لأمره سبحانه وتعالى هو الذي يتوفاك ، فاستدركي نفسك قبل أن تنزل بك سكرات الموت . قال تعالى : {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} (ق 19) .
فاحذري أن تكوني من حطب جهنم ، واعملي بالقرآن والسنه ، حتى تكوني من اهل الجنه ، واعلمي أن الذي تطبقين شرعه هو الذي ستقفين بين يديه للحساب في يوم عصيب كما قال تعالى : {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعه شئ عظيم ، يوم ترونها تذهل كل مرضعه عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }( الحج:1،2) .
أختي المسلمه ... إن معنى الحجاب عظيم أعظم مما يدل عليه واقع كثير من النساء ممن يظنن أن الحجاب إنما هو مجرد عاده من عادات المجتمع ، ورثنها عن أمهاتهن أو تفرضه عليهن عادات المجتمع الذي يعيش فيه .
والحق أن الحجاب أشرف وأعلى من ذلك بكثير ، إذ هو أمر من الله العليم الخبير بستر المرأه وعنوان يعبر عن انقيادها لأمر ربها التي هي الحصن الحصين الذي يحميها ، ويحمي المجتمع من الافتتان بها.
إن الحجاب هو الاطار المنضبط الذي شرعه الله كي تؤدي المرأه من خلاله وظيفه صناعة الأجيال وصياغة مستقبل الأمه وبالتالي المساهمه في نصر الاسلام والتمكين له في الأرض.
يقول ربك عز وجل الذي جعل لك عينين ولساناً وشفتين وصحه في الأبدان ، ونعماً لا تحصى ولا تعد ، كل ذلك تفضل منه وامتنان ، ويقول سبحانه : {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيره من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا} (الاحزاب:36) . وقضى : أي حكم وأمر .
واعلمي يا فتاة الاسلام أن مما يرضاه الله ويحبه رسوله في حجابك أن يكون مشتملاً على شروط معينه لا يتحقق إلا بها وهي كالآتي :
أولاً : أن يكون الحجاب ساتراً لجميع البدن ، بما في ذلك الوجه ، لأنه أعظم فتنه في المرأه ، ولأنه مكان جمال المرأه ومجمع محاسنها ، قال تعالى : { يدنين عليهن بجلابيبهن }والجلباب : هو الثوب السابغ الذي يستر البدن كله . ومعنى الإدناء : هو الإرخاء والسدل ، فيكون الحجاب الشرعي ما ستر جميع البدن .
وإن المتأمل لحال بعض النساء يجد انهن مع كل أسف يخرجن إلى الأسواق سافرات كاشفات ، يرقبن تلك اللحظه التي تخرجن فيها من المنزل ليرمين عن كاهلهن ثياب الستر والحشيمه،ويكشفن عن ثوب الحياء ، فيخرجن نحورهن وسواعدهن وأرجلهن ، مع ما يحيط بها من أجواء ملبده بتلك العطورات الفواحة .
فلا أدري ما الذي أبقينه من الحياء الذي هو زينة المرأه وجمالها الحقيقي ؟! ، ثم ماذا عملت ياأخيه لتلك اليد الماكره التي امتدت إلى ثوبك لتشرحه وتقصره تدريجياً ؟! .
قال-عليه الصلاة والسلام- "صنفان من أهل النار لم أرهما .. وذكر : نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائله ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ". (رواه مسلم) .
ثانياً :ألا يكون كشيفاً غير شفاف ، لأن الغرض من الحجاب الستر فإذا لم يكن ساتراً لا يسمى حجاباً ، لأنه لا يمنع الرؤيه ولا يحجب النظر .
ثالثاُ: ألا يكون زينه في نفسه ، أو مبهرجاً ، ذا ألوان جذابه يلفت الأنظار ، لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} (النور:31). ومعنى ما ظهر منها : والله أعلم ، أي بدون قصد ولا تعمد مع تعاهد ستره ومنع انكشافه ، فإن كان في ذاته زينه فلا يجوز ارتداؤه ، ولا يسمى حجاباً لان الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينه للأجانب.
رابعاً: ان يكون واسعاً غير ضيق ، ولا يشف عن البدن ولا يجسمه ولا يظهر أماكن الفتنة.
يا فتاة الاسلام ... لقد امتدت أياد خبيثه إلى حجابك الشريف ، وتحت ستار التقدم والحريه عملت تلك الأيادي على نزع وقار الحشمه ورمز العفاف وعنوان الاسلام ، وبصوره تدريجيه ، فما يزال الحجاب والثوب والعباءه تنحسر تدريجياً ، وتتقلص عند بعض الفتيات اللاتي وقعن ضحية التهريج الإعلامي الذي يبثه أعداؤنا ، وضحية التقليد الأعمى لكل من هب ودب ، ممن لم يلبسن الحجاب –حين لبسنه- تديناً واحتساباً ، ولكن لبسنه مجامله لأعراف المجتمع وعوائده ، فحذار-أخيتي الكريمه- أن تكوني من هؤلاء .
وما يزال خبثهم يتتابع ، وموضاتهم تتوالى ، فما زلنا نرى تلك الخُمُر ذات الشريط الشفاف حول العينين ، وغيرها كثير . وما زلنا نرى بعض أنواع العباءات ، أو ما يسمى بـ((الكاب)) وقد طرز بأنماط مختلفه من التطريز الملفت للنظر .. وما تزال أذهان مصممي هذه الأردية تتفتق كل يوم عن جديد .. والله المستعان .
وسأنبئكـ - أخيه – أن الهُوه ستكبر مادامت فتياتنا غافلات عما يكيده لنا الأعداء . وياللأسف أن تقع فتاة الإسلام في شراك هؤلاء المفسدين ، وتكون حبيسه فخاخهم ، شعرت بذلك أم لم تشعر ، هذه هي الحقيقه ولو كانت علقماً مره .
فأفيقي يا فتاة الإسلام ، يا حفيدة خديجه وعائشه ، اعلمي أن ما يحاك لك مؤامره مراميها عظام ، وإن كانت بدايتها بطيئه ، ولكن نهايتها سحيقه ، والشر لا يأتي دفعه واحده ، فليست الغايه نزع الحجاب فحسب ، وإنما إذا نزع الحجاب انكسر كأس الحياء ، وانكفأ ماء الوجه وعندها تكون الكارثه ، خساره في النيا والآخره فانظري لما حولنا وحينئذ تدركين الحقيقه.
خامساً : ألا يكون الثوب معطراً ، فيه إثاره للرجال لقوله –عليه الصلاة والسلام- "إن المرأه إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا" يعني : زانيه ، (رواه مسلم) .
سادساً : ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال ، للحديث : " لعن –صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" . ( رواه البخاري) .
سابعاً : ألا يكون اللباس أو الحجاب ملفتاً للنظر بسبب شهرته او فخامته ، لقوله –صلى الله عليه وسلم- " من لبس ثوب شهره في الدنيا ألبسه الله ثوب مذله يوم القيامه ثم ألهب فيه ناراً " .
يا أخيه .. اسمعي لقول أمك أم المؤمنين رضي الله عنها عندما سألت النبي –صلى الله عليه وسلم- " كيف يصنع النساء بذيولهن ؟ -أي أسفل الثياب- قال : يرخينه شبراً . قالت: إذاً تنكشف أقدامهن ، قال: يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه" ( حديث صحيح) .
يا سبحان الله !! أمهات المؤمنين يطلبن إطالة الثياب نساؤنا يقصرنها ولا يبالين!!! .
يا فتاة الإسلام .. اعلمي أن هذه الشروط لا بد توفيرها حتى تكون المرأه متحجبه ولربها متعبده ، وبقدر ما تخل به من هذه الشروط بقدر ما يكون بها نسبة من التبرج. وتنبهي يا فتاة الإسلام إلى أنه لا بد أن يكون مصاحبا للحجاب اعتقاد بأن هذا العمل إنما هو امتثال لأمر الله سبحانه ، وأن أمره مقدم على كل أمر وأن الله لا يأمر إلا بالخير ولا ينهي إلا عن شر وأن أي حكم يخالف أمره فهو جاهليه : قال تعالى {افحكم الجاهليةِ يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} (المائده:50) .
علامات على الطريق:
لهذه التي تتردد في الإلتزام بشروط الحجاب ، نقول لها اعلمي يا أمه الله ان هذه الشروط مما أحب الله ورسوله وأمر بها ، وأبغض من خالفها ، فليس لأحد مخالفتها ولا اختيار ولا رأي ولا قول بعد قضائه وحكمه سبحانه .
وتوعد سبحانه من خالف أمره بالفتنه والعذاب الأليم : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } (النور : 63) .
ولهذه الفتاة التي تقدم هوى النفس على حكم الله نقول لها : اسمعي وتدبري قول الله تعالى :{ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}.
تحذير : يقول –عليه الصلاة والسلام – "ما تركت بعدي فتنه أضر على الرجال من النساء" (متفق عليه) .
إليك يا أخيتي بشرى نبيك – صلى الله عليه وسلم- " إن الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس" وإليكِ قول الله الحق {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى} (النازعات:40،41)
وإليك تحية الله للصابرين المؤمنين : {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} (الرعد : 24) .
منقووول ,,
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وسلم – وبعد :
أيتها الفتاة المسلمه : التي تؤمن بالله رباً ، وبالاسلام ديناً وبحمداً –صلى الله عليه وسلم- نبياً ، وبالكتاب والسنه منهجاً .
يا فتاة الاسلام : يا من تعيشين في كنف ربك وتحت رحمة خالقك وتخضعين لأوامر بارئك ، ويا من تجتنبين نواهيه هل سألت نفسك يوماً هذه الأسئله ؟!
لماذا أتحجب ؟ وطاعة لمن ؟ وما معنى الحجاب ؟ وما شروطه ؟ أربعة أسئله يجدر بكل مسلمه أن تطرحها على نفسها ، وأن تعرف جوابها ، وأن تعمل بها بعد معرفة الأدله من الكتاب والسنه لتكون على بينه م أرمها.
أختي ... إن الفتاة المسلمه تتحجب لأنها تعلم أنه أمر من الله تعالى ، والله لا يأمر إلا بالخير لها وللبشرية جميعها ، وتدرك أن الحجاب عفه وشرف وكرامه لها ، وحفظ لماء وجهها من الأعين الخائنه والسهام المسمومه ، إذ أن المرأه غاليه لها مكانتها في الإسلام وبين المسلمين ، لذا وجب عليها أن تحافظ على نفسها بالحجاب والستر والعفاف.
أما المرأه عند الغرب وعملائهم من الإباحيين فهي سلعه رخيصه يستخدمونها في ملاذهم وشهواتهم ، حتى وصل الحال بهم إلى أن جعلوها دعايه يسوقون بها بضائعهم ، واسألي نفسك يا أخيه – لو رأوك غير لائقه الشكل أو كبيره السن – هل ستجدين من يضع صورتك على غلاف المجله لأنك امرأه مثقفه ؟! وهل ستجدين من يطلبك لتعملي مضيفه في طائره بحجة خدمتك للنساء ؟! وهل ستجدين من يساعدك لأنك امرأه ؟!
ولكن المرأه في الإسلام على العكس من ذلك تماماً ، فإن لها الاحترام والتقدير ، وتحترم حقوقها الشرعيه التي تحفظ لها كرامتها وعزها وشرفها ، فهي الأم المطاعه المقدره ، والزوجه والأخت الموقره ، وهي المدرسه الأولى للأجيال التي سترفع راية الأمه الإسلاميه إن شاء الله تعالى ، قال الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتها ** أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا ** بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذه الألى ** شغلت مآثرهن مدى الآفاق
والله خلق النساء ويعلم ما يصلحهن وما يفسدهن ، فلم يتركهن سدى ، بل أمرهن ونهاهن فيجب أن يسرن وفق الكتاب والسنه ، والله سبحانه وتعالى قد أمرك – ايتها المرأه- بالحجاب الذي هو طاعه لربك وخالقك ورازقك ، وأنت تعيشين في كنفه تحت سمائه وعلى أرضه فقال تعالى{وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }(الأحزاب:33) . وقال جل وعلا : {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونســـــاء المؤمنــــــين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفـــــن فلا يؤذين} (الأحزاب:59).
أختي المسلمه ... إنك حين تتحجبين إنما تقومين بامتثال أمر الله الذي له ما في السماوات والأرض ، وتقومين بعبادة خالقك : {ذلكم الله لا إله إلا هو خالق كلِ شئ فاعبدوه} (الأنعام : 102). والمرأه بالتزامها بحجابها ، إنما تمارس عبادة كالمصليه في محرابها .
واعلمي يا فتاة الإسلام أن الذي تنقادين لأمره سبحانه وتعالى هو الذي يتوفاك ، فاستدركي نفسك قبل أن تنزل بك سكرات الموت . قال تعالى : {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} (ق 19) .
فاحذري أن تكوني من حطب جهنم ، واعملي بالقرآن والسنه ، حتى تكوني من اهل الجنه ، واعلمي أن الذي تطبقين شرعه هو الذي ستقفين بين يديه للحساب في يوم عصيب كما قال تعالى : {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعه شئ عظيم ، يوم ترونها تذهل كل مرضعه عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }( الحج:1،2) .
أختي المسلمه ... إن معنى الحجاب عظيم أعظم مما يدل عليه واقع كثير من النساء ممن يظنن أن الحجاب إنما هو مجرد عاده من عادات المجتمع ، ورثنها عن أمهاتهن أو تفرضه عليهن عادات المجتمع الذي يعيش فيه .
والحق أن الحجاب أشرف وأعلى من ذلك بكثير ، إذ هو أمر من الله العليم الخبير بستر المرأه وعنوان يعبر عن انقيادها لأمر ربها التي هي الحصن الحصين الذي يحميها ، ويحمي المجتمع من الافتتان بها.
إن الحجاب هو الاطار المنضبط الذي شرعه الله كي تؤدي المرأه من خلاله وظيفه صناعة الأجيال وصياغة مستقبل الأمه وبالتالي المساهمه في نصر الاسلام والتمكين له في الأرض.
يقول ربك عز وجل الذي جعل لك عينين ولساناً وشفتين وصحه في الأبدان ، ونعماً لا تحصى ولا تعد ، كل ذلك تفضل منه وامتنان ، ويقول سبحانه : {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيره من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا} (الاحزاب:36) . وقضى : أي حكم وأمر .
واعلمي يا فتاة الاسلام أن مما يرضاه الله ويحبه رسوله في حجابك أن يكون مشتملاً على شروط معينه لا يتحقق إلا بها وهي كالآتي :
أولاً : أن يكون الحجاب ساتراً لجميع البدن ، بما في ذلك الوجه ، لأنه أعظم فتنه في المرأه ، ولأنه مكان جمال المرأه ومجمع محاسنها ، قال تعالى : { يدنين عليهن بجلابيبهن }والجلباب : هو الثوب السابغ الذي يستر البدن كله . ومعنى الإدناء : هو الإرخاء والسدل ، فيكون الحجاب الشرعي ما ستر جميع البدن .
وإن المتأمل لحال بعض النساء يجد انهن مع كل أسف يخرجن إلى الأسواق سافرات كاشفات ، يرقبن تلك اللحظه التي تخرجن فيها من المنزل ليرمين عن كاهلهن ثياب الستر والحشيمه،ويكشفن عن ثوب الحياء ، فيخرجن نحورهن وسواعدهن وأرجلهن ، مع ما يحيط بها من أجواء ملبده بتلك العطورات الفواحة .
فلا أدري ما الذي أبقينه من الحياء الذي هو زينة المرأه وجمالها الحقيقي ؟! ، ثم ماذا عملت ياأخيه لتلك اليد الماكره التي امتدت إلى ثوبك لتشرحه وتقصره تدريجياً ؟! .
قال-عليه الصلاة والسلام- "صنفان من أهل النار لم أرهما .. وذكر : نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائله ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ". (رواه مسلم) .
ثانياً :ألا يكون كشيفاً غير شفاف ، لأن الغرض من الحجاب الستر فإذا لم يكن ساتراً لا يسمى حجاباً ، لأنه لا يمنع الرؤيه ولا يحجب النظر .
ثالثاُ: ألا يكون زينه في نفسه ، أو مبهرجاً ، ذا ألوان جذابه يلفت الأنظار ، لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} (النور:31). ومعنى ما ظهر منها : والله أعلم ، أي بدون قصد ولا تعمد مع تعاهد ستره ومنع انكشافه ، فإن كان في ذاته زينه فلا يجوز ارتداؤه ، ولا يسمى حجاباً لان الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينه للأجانب.
رابعاً: ان يكون واسعاً غير ضيق ، ولا يشف عن البدن ولا يجسمه ولا يظهر أماكن الفتنة.
يا فتاة الاسلام ... لقد امتدت أياد خبيثه إلى حجابك الشريف ، وتحت ستار التقدم والحريه عملت تلك الأيادي على نزع وقار الحشمه ورمز العفاف وعنوان الاسلام ، وبصوره تدريجيه ، فما يزال الحجاب والثوب والعباءه تنحسر تدريجياً ، وتتقلص عند بعض الفتيات اللاتي وقعن ضحية التهريج الإعلامي الذي يبثه أعداؤنا ، وضحية التقليد الأعمى لكل من هب ودب ، ممن لم يلبسن الحجاب –حين لبسنه- تديناً واحتساباً ، ولكن لبسنه مجامله لأعراف المجتمع وعوائده ، فحذار-أخيتي الكريمه- أن تكوني من هؤلاء .
وما يزال خبثهم يتتابع ، وموضاتهم تتوالى ، فما زلنا نرى تلك الخُمُر ذات الشريط الشفاف حول العينين ، وغيرها كثير . وما زلنا نرى بعض أنواع العباءات ، أو ما يسمى بـ((الكاب)) وقد طرز بأنماط مختلفه من التطريز الملفت للنظر .. وما تزال أذهان مصممي هذه الأردية تتفتق كل يوم عن جديد .. والله المستعان .
وسأنبئكـ - أخيه – أن الهُوه ستكبر مادامت فتياتنا غافلات عما يكيده لنا الأعداء . وياللأسف أن تقع فتاة الإسلام في شراك هؤلاء المفسدين ، وتكون حبيسه فخاخهم ، شعرت بذلك أم لم تشعر ، هذه هي الحقيقه ولو كانت علقماً مره .
فأفيقي يا فتاة الإسلام ، يا حفيدة خديجه وعائشه ، اعلمي أن ما يحاك لك مؤامره مراميها عظام ، وإن كانت بدايتها بطيئه ، ولكن نهايتها سحيقه ، والشر لا يأتي دفعه واحده ، فليست الغايه نزع الحجاب فحسب ، وإنما إذا نزع الحجاب انكسر كأس الحياء ، وانكفأ ماء الوجه وعندها تكون الكارثه ، خساره في النيا والآخره فانظري لما حولنا وحينئذ تدركين الحقيقه.
خامساً : ألا يكون الثوب معطراً ، فيه إثاره للرجال لقوله –عليه الصلاة والسلام- "إن المرأه إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا" يعني : زانيه ، (رواه مسلم) .
سادساً : ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال ، للحديث : " لعن –صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" . ( رواه البخاري) .
سابعاً : ألا يكون اللباس أو الحجاب ملفتاً للنظر بسبب شهرته او فخامته ، لقوله –صلى الله عليه وسلم- " من لبس ثوب شهره في الدنيا ألبسه الله ثوب مذله يوم القيامه ثم ألهب فيه ناراً " .
يا أخيه .. اسمعي لقول أمك أم المؤمنين رضي الله عنها عندما سألت النبي –صلى الله عليه وسلم- " كيف يصنع النساء بذيولهن ؟ -أي أسفل الثياب- قال : يرخينه شبراً . قالت: إذاً تنكشف أقدامهن ، قال: يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه" ( حديث صحيح) .
يا سبحان الله !! أمهات المؤمنين يطلبن إطالة الثياب نساؤنا يقصرنها ولا يبالين!!! .
يا فتاة الإسلام .. اعلمي أن هذه الشروط لا بد توفيرها حتى تكون المرأه متحجبه ولربها متعبده ، وبقدر ما تخل به من هذه الشروط بقدر ما يكون بها نسبة من التبرج. وتنبهي يا فتاة الإسلام إلى أنه لا بد أن يكون مصاحبا للحجاب اعتقاد بأن هذا العمل إنما هو امتثال لأمر الله سبحانه ، وأن أمره مقدم على كل أمر وأن الله لا يأمر إلا بالخير ولا ينهي إلا عن شر وأن أي حكم يخالف أمره فهو جاهليه : قال تعالى {افحكم الجاهليةِ يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} (المائده:50) .
علامات على الطريق:
لهذه التي تتردد في الإلتزام بشروط الحجاب ، نقول لها اعلمي يا أمه الله ان هذه الشروط مما أحب الله ورسوله وأمر بها ، وأبغض من خالفها ، فليس لأحد مخالفتها ولا اختيار ولا رأي ولا قول بعد قضائه وحكمه سبحانه .
وتوعد سبحانه من خالف أمره بالفتنه والعذاب الأليم : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } (النور : 63) .
ولهذه الفتاة التي تقدم هوى النفس على حكم الله نقول لها : اسمعي وتدبري قول الله تعالى :{ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}.
تحذير : يقول –عليه الصلاة والسلام – "ما تركت بعدي فتنه أضر على الرجال من النساء" (متفق عليه) .
إليك يا أخيتي بشرى نبيك – صلى الله عليه وسلم- " إن الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس" وإليكِ قول الله الحق {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى} (النازعات:40،41)
وإليك تحية الله للصابرين المؤمنين : {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} (الرعد : 24) .
منقووول ,,
تعليق