فلسطين – فلاح الصفدي – إسلام أون لاين.نت/ 28-7-2002
اسمه الأصلي "يوسيف حنان كوهين"، ويبلغ من العمر -36 عاما -، وكان يهوديًّا متزمتًا وعضوًا في حركة شاس اليهودية المتطرفة؛ لدرجة أنه سمى ولده الصغير "عفوديا" تيمنا بالحاخام "عوفاديا يوسيف" زعيم الحركة.
واليوم هو "يوسف خطاب" المسلم الذي أشهر إسلامه من خلال حديث "شات"؛ فكان الإنترنت سببًا رئيسيًّا في تعديل مجرى حياته، بل وتغيير اتجاهه بزاوية معاكسة تماماً.
وجاء يوسف إلى فلسطين مع المهاجرين اليهود بصحبة زوجته وأبنائه، وسكن في مستوطنة "غادير" في المجمع الاستيطاني "غوش قطيف" بقطاع غزة، إلا أن الحياة في قطاع غزة لم تلائم ظروفهم، وقررت العائلة السكن لاحقًا في حي للمتدينين اليهود بالقدس الغربية في منطقة نتيفوت.
واندمجت العائلة مع مؤيدي حركة شاس، ودرس الأطفال في شبكة تعليم التوراة التابعة للحركة، وحصلوا منها على شهادات شرف، وعمل الأب على توزيع الأغذية في القطاع الديني المتزمت، ودرس التوراة في كنيس، وكان يمضي وقته في دراستها متجاهلاً أمور الحياة ومشاغلها.
وكان يسمع بما يجري في الأراضي الفلسطينية من أحداث دامية، لكنه لم يكن يأبه بذلك كثيراً، لكنه كان أكثر اطِّلاعا على الإنترنت، ومن خلاله تعرف على الشيخ "صالح" من الإمارات العربية الذي دفعه نحو الإسلام؛ فتحول "يوسف حنان كوهين" اليهودي المهاجر إلى "يوسف الخطاب" المسلم المقيم في القدس العربية بجوار المسجد الأقصى.
بداية الهداية
وحول قصة الهداية، واعتناق يوسف للإسلام.. يقول خطاب الذي يقطن الآن في منزله المتواضع الذي منحه إياه أحد أصحاب الخير في القدس العربية ليسكن مع زوجته التي أسلمت أيضاً ومع أولاده الثلاثة وابنته الوحيدة-: "في أحد الأيام وخلال وجودي على شبكة الإنترنت دخلنا غرفة للدردشة (شات)، وفيها تعرفت على الشيخ صالح من الإمارات؛ حيث دار نقاش بينه وبيننا حول الديانة اليهودية والإسلام".
ويضيف "لم يخلُ النقاش من الحديث عن واقع الأحداث بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن معظم من معي رفض النقاش، فطلبت من الشيخ صالح الحديث على انفراد في محادثة خاصة على الإنترنت، واستمر الحديث بيني وبينه عدة ساعات باللغة الإنجليزية حول الأمور الدينية والشرعية".
وقال خطاب: "إن الشيخ صالح كان ملمًا بالعقيدة الإسلامية، وكنت أنا ضعيفًا خلال نقاشي معه؛ حيث كان يعتمد على الأدلة والبراهين، ومع أنني درست التوراة لكن قدرته على الإقناع فاقت قدرتي، وبعد هذا النقاش الطويل تركته على أمل اللقاء به مجدداً بعد تبادل العناوين".
وتابع خطاب "استمررت في الاتصال مع الشيخ صالح، وكنا في كل مرة نتطرق إلى مسائل مختلفة، واقتنعت في النهاية بأن المسلمين في فلسطين مضطهدون من قبل اليهود، وكذلك في سائر بلاد العالم، لكنني مع ذلك كنت أرى بالفلسطينيين نموذجاً غريباً؛ فهم يعانون وكنت أرى ابتسامتهم أحياناً على وجوههم وكأنهم يملكون عزيمة قوية!".
قراءة القرآن!!
وأشار خطاب إلى أنه التقى في أحد الأيام قرب باب الخليل في مدينة القدس بشاب عربي قال: إنه من سلوان، وبعد التعارف بين الاثنين قال خطاب له: إنه ينوي اعتناق الإسلام وترك اليهودية، وطلب منه المساعدة، لكن الشاب العربي نصحه بقراءة مصحف مكتوب باللغة الإنجليزية جيداً وبتمعن قبل إشهاره الإسلام".
وأضاف "أحضرت نسخة من القرآن، وقرأته جيداً، ولاحظت به ما لم ألحظه في الكتب الأخرى؛ وهو ما دفعني إلى إعادة الاتصال بهذا الشاب وإخباره بما جرى وعزمي على اعتناق الإسلام، لكنه قال لي مرة أخرى: اقرأ من جديد، وخذ بضعة أيام أخرى للتفكير، وقرأته وتمعنت فيه رغم أن قراءته تعتبر من الكبائر في الديانة اليهودية، لكني كنت مقتنعًا في قرارة نفسي، ولم أبُح بسري لأحد حتى زوجتي".
وتابع "أخبرت الشيخ صالح بما جرى بيني وبين الشاب، وفرح لهذا الأمر، ونصحني بالتقرب منه، وفعلاً بعدها اتخذت قراراً نهائياً، وأخبرت زوجتي بهذا الموضوع، وقد أسلمت من أجل مصلحتي ومصلحة أولادي بعد أسبوعين".
أعداء الهداية!!
لم يكن قرار خطاب سهلاً؛ فقد كان وقتها لا يزال في حي للمتدينين اليهود، وأبناؤه في مدارسهم، ويذهب هو للمعبد اليهودي، ويعمل عندهم.. فكيف يمكنه الخروج من هذا الوضع، ويمارس شعائر الإسلام بكل حرية، ويعلم أبناءه العربية؟
يقول خطاب: "توجهت إلى صديقي المقدسي، ونصحني بإخفاء الإسلام حتى يحين أمر الله، ثم طلب مني إعلان الإسلام والتوجه معه إلى الأوقاف الإسلامية في القدس، وفي تلك الفترة أقمت شعائر الدين داخل منزلي، وكنت وقتها أغلق النوافذ والأبواب حتى لا يراني أي من سكان الحي اليهود".
وأشار إلى أن الشاب المقدسي طلب منه الانتقال للعيش في منطقة عربية حتى يتعلم أبناؤه لغة المسلمين ولغة القرآن، فاختار السكن في قرية أبو غوش غربي المدينة.
وقال خطاب: توجهت في تلك الفترة إلى الأوقاف الإسلامية من أجل تأكيد إسلامي أنا وأفراد أسرتي، وكان وقتها مفتي القدس الشيخ "عكرمة صبري" خارج البلاد، ولم يمنحني القائمون هناك شهادة إسلام، وطلبوا مني مراجعة الشيخ صبري أولاً.
من كوهين إلى خطاب
ويضيف خطاب "التقيت بالشيخ صبري، وأخبرته بقصتي بأنه من الضروري منحي شهادة إسلام حتى أتمكن من دخول المساجد وبخاصة المسجد الأقصى، لكنه طلب مني مسبقا ًالتوجه إلى المحكمة الشرعية الإسرائيلية، وإصدار شهادة إسلام منها قبل أن يتم منحي شهادة إسلام من الطرف الإسلامي في القدس".
وبناء على ذلك توجه خطاب إلى المحكمة الشرعية الإسرائيلية في القدس، وهناك طلب من القاضي منحه شهادة إسلام؛ لأنه يريد الخروج من ديانته اليهودية مع أفراد أسرته.
وبعد فترة عصيبة تمكن خلالها خطاب من الحصول على إشعار إسلام له ولزوجته وأطفاله جميعًا من قاضي القدس الشرعي "محمد رشيد زبدة" بتاريخ 4-10-2001، وتوجه بعد ذلك إلى الأقصى مرة أخرى ليصادق على شهادة إسلامه.
بعد أن تمكنت عائلة خطاب من اعتناق الديانة الإسلامية.. يقول: "لقد أصبحت الآن أعمل في جمعية إسلامية، ويدرس أولادي في مدارس القدس، والفضل في ذلك يعود لله أولاً، ثم إلى الشيخ وليد خريم والشيخ محمد تيسير شويكي".
وقد حافظت زوجة خطاب "لونة" على اسمها الأول، واستبدلت باسم عائلتها "خطاب"، في حين أصبح الابن الأكبر عزرا -12 عاما - "عبد العزيز"، والابنة "عسيدة" -18 عاما- "حسيبة"، والابن رحاميم -8 أعوام- "عبد الحميد"، أما عفوديا الصغير -4 سنوات - فقد أصبح "عبدالله".
ويجاهر خطاب علناً بمواقفه المعارضة لإسرائيل وكراهيته للشعب اليهودي، ويقول: إن الدولة الفلسطينية يجب أن تمتد من البحر إلى النهر، ويجب أن يخرج منها اليهود.
وأكد خطاب أن السلطات الإسرائيلية منذ أن أشهر إسلامه تقوم بتضييق الخناق عليه، ويقول "لدي مشاكل مع وزارة الداخلية ومع وزارة الأديان؛ حيث لا تريد هذه الوزارة الاعتراف بإسلامي، وذلك على الرغم من أنني أسلمت في المحكمة الشرعية الخاضعة لقوانين دولة إسرائيل، وأخشى أن أموت فأدفن كيهودي".
تعليق ولد فلان:
سبحان الله يا مسلمين ويا عرب
مواضيع الخلاعة يا كثر ما تنتشر في المنتديات بس هذا الموضوع أول مرة أشوفه، فما أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا عرب!
تعليق